في اعتراف رسمي بالعزلة الدولية التي باتت تشهدها جبهة البوليساريو، قررت قيادة الرابوني تعليق جميع اتصالاتها باسبانيا ، وذلك بعد النكسة الدبلوماسية التي تلقتها الجبهة الانفصالية باعتراف حكومة سانشيز بواقعية وجدية المقترح المغربي الرامي الى منح الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا .
واعلنت الجبهة الانفصالية في بيان صادر عنها وصف من قبل الفاعلين في المجال السياسي بـ “بيان الصدمة” انها تقرر تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية الحالية حتى تنآى بنفسها عن ماقالت انه إستعمال القضية الصحراوية وحتى تلتزم بقرارات الشرعية الدولية التى تعترف للشعب الصحراوى بالحق فى تقرير المصير حسب تعبيرها ..”
وفشلت جبهة البوليساريو في إيجاد الدعم الإقليمي، بالنظر إلى استمرارها في ترديد الخطاب نفسه الذي انتهت صلاحيته بنهاية الحرب الباردة، ما جعلها تتجرع الهزائم الدبلوماسية الواحدة تلو الاخرى.
وجدير بالذكر أن هذا الأسبوع الذي نودعه، تميز بحدث بارز، تمثل في اللقاء بين الذي جرى يوم الخميس الأخير في الرباط، بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز.
يحصل هذا اللقاء، الموصوف من قبل المراقبين بـ”الحدث التاريخي”، بعد تغيير اسبانيا لموقفها من نزاع الصحراء الغربية، إثر الرسالة التي أرسلها رئيس الحكومة الاسبانية إلى العاهل المغربي محمد السادس في مارس المنصرم، وأكد فيها بيدرو سانشيز أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب هي الأكثر “جدية وواقعية ومصداقية”.
الأمر الذي اعتبرته أكثر من جهة، تغييرا غير مسبوق في موقف مدريد، بالإشادة بـ”الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”. وهو ما جرى التعامل معه أيضا كـ “تحول جذري” في السياسة الاسبانية، بشأن هذه القضية التي عمرت قرابة نصف قرن من السنين.
لذلك يتطلع الرأي العام في البلدين، صوب انبعاث أفق جديد في العلاقات بين المملكتين الاسبانية والمغربية، بإعلان “نهاية سعيدة” لخلاف سياسي ودبلوماسي طال أمده بين الجارين. نهاية ستشكل بداية لولوج مرحلة إيجابية بينهما، من “الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم”.
