الرئيسية / نبض المجتمع / الذكرى ال65 لتأسيس التعاون الوطني مناسبة لاستحضار إسهامات هذه المؤسسة في النهوض بالتنمية الاجتماعية

الذكرى ال65 لتأسيس التعاون الوطني مناسبة لاستحضار إسهامات هذه المؤسسة في النهوض بالتنمية الاجتماعية

نبض المجتمع
فبراير.كوم 26 أبريل 2022 - 18:00
A+ / A-

يشكل الاحتفاء بذكرى تأسيس التعاون الوطني مناسبة لتسليط الضوء على إسهامات هذه المؤسسة العريقة في خدمة التنمية الاجتماعية، عبر تنزيل مجموعة من البرامج والاستراتيجيات التي تهم شرائح اجتماعية مختلفة في وضعية هشاشة.

وتعتبر مؤسسة التعاون الوطني، التي تأسست يوم 27 أبريل 1957 من قبل جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، فاعلا مرجعيا وميدانيا في مجال الهندسة الاجتماعية، خاصة من خلال عمليات التشخيص الترابي التشاركي، وبلورة وأجرأة المشاريع الاجتماعية، وإعداد ومواكبة بروتوكولات التكفل المختلفة.

وإبان السنوات الأولى من الاستقلال، اقتصرت مهام مؤسسة التعاون الوطني على تقديم المساعدات لنزلاء المؤسسات الاجتماعية والفئات المحرومة، إلا أن هذا الاتجاه الذي كان آنذاك من الضرورات الملحة، تطور في مرحلة موالية في اتجاه أنشطة وبرامج ذات أبعاد اجتماعية متعددة. ويقدم التعاون الوطني خدمات في شتى الميادين لفائدة النساء والأطفال في وضعية صعبة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والتي تتمثل أساسا في دعم إحداث مؤسسات للرعاية الاجتماعية في إطار برنامج حماية القاصرين، ومنح مساعدات على شكل مواد غذائية لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة حركية وبصرية، وتقديم مساعدات على شكل إعفاءات ومحجوزات جمركية لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة.

ويتزامن الاحتفاء بالذكرى الـ65 لإحداث هذه المؤسسة مع مجموعة من الأحداث الدولية التي فاقمت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، في العالم، فضلا عن ظاهرة الجفاف التي خيمت بظلالها على الطبقات الفقيرة مما استدعى تدخل مؤسسة التعاون الوطني، قس على ذلك الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي جائحة كورونا، وظهور بؤر توتر في العالم.

وتعمل مؤسسة التعاون الوطني، على الدوام، على تقديم مختلف أنواع المعونة والإسعاف والمساعدات، كما ساهمت في الإنعاش العائلي والاجتماعي؛ فضلا عن مراقبة الجمعيات التي تستفيد من إعانتها المالية، وجمع الهبات والإعانات وتوزيعها.

كما يسعى التعاون الوطني إلى تقديم الاستشارة في التدابير العامة والخاصة التي تهم التضامن والتعاون، والمساهمة في إحداث الهيئات والمؤسسات الرامية إلى تيسير العمل والإدماج الاجتماعي، وكذا المساهمة في تكوين الأعوان العاملين بالمؤسسات التي تخضع لمراقبته.

وبحكم التحديات الجديدة والتزامات البرنامج الحكومي وأهمية شبكة وكفاءة مراكز التعاون الوطني ستعمل المؤسسة على تأهيل المراكز المتواجدة في إطار تصور جيل جديد من المراكز والخدمات من اجل مواكبة تكوين وتأهيل الجمعيات وتشجيع الإبداع الاجتماعي والتنزيل الترابي الناجع لبرامج الوزارة والفاعلين على المستوى الترابي.

وفي إطار مفهوم جديد للخدمات الاجتماعية الدامجة والمبتكرة “جسر” تم إحداث جيل جديد من الخدمات الاجتماعية الدامجة لفائدة الأسر والأشخاص في وضعية صعبة، من قبيل منصة رقمية تروم التوجيه نحو المؤسسات المختصة (مراكز المواكبة لحماية الطفولة، ومراكز توجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة، والفضاءات متعددة الوظائف للنساء …).

وتحقيقا لهذه الغاية، تم خلق الفضاء المتعدد الوظائف للمرأة، ومركز المواكبة لحماية الطفولة، ومركزا للمساعدة الاجتماعية المركز الاجتماعي للمسنين. وتتيح هذه الوظائف مجموعة من الخدمات للفئة المستهدفة عبر الفضاء المفتوح الخاص ب (الاستقبال والتوجيه)، والخدمة الرقمية، والمساعدة والوساطة الاجتماعية، إلى جانب الحاضنة الاجتماعية، والتكوين وتعزيز القدرات.

كما تم في هذا الصدد، إنشاء حلقة التنقل لتسهيل ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى فضاءات مخصصة للمساعدة والوساطة الاجتماعية.

ومن بين وظائف المفهوم الجديد، هناك التحسيس بأهداف التنمية المستدامة، وتثمين الرأسمال البشري والإدماج الاجتماعي، فضلا عن فضاءات الاستقبال التي تعطي الأولوية للمقاربة الخضراء والمستدامة.

وحرصت مؤسسة التعاون الوطني على جعل الجودة في قلب المفهوم الجديد “جسر”، حيث يلتزم هذا الشباك الاجتماعي باعتماد الجودة في كافة وظائفه.

ويتوفر التعاون الوطني على رأسمال بشري يضطلع بأدوار مهمة في تخصصات متنوعة، من قبيل، المساعدين الاجتماعيين؛ المربين والمكونين؛ المختصين النفسيين؛ المختصين القانونيين ؛ المساعدين الإداريين؛ مستخدمون يقومون بوظائف داعمة. ومن خلال تموقعه في استراتيجية القطب الاجتماعي 2021-2026 تحت شعار “أسرة متماسكة رافعة للتنمية الدامجة والمستدامة”، يسعى التعاون الوطني إلى ترجمة التوجهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وتنزيل النموذج التنموي الجديد والبرنامج الحكومي 2021-2026؛ من خلال التركيز على بلورة مسارات الادماج لكل الفئات، والاستدامة والقرب والرقمنة والجودة والالتقائية.

وبالإضافة إلى تقديم جواب لانتظارات الفاعليين الذين عبروا عنها من خلال المشاورات الجهوية حول استراتيجية القطب الاجتماعي 2021-2026 والتي شارك فيها كل الفاعليين، تعتزم الوزارة الوصية هذه السنة إعداد عقد برنامج بين الدولة ومؤسسة التعاون الوطني، لترجمة التموقع الجديد والمنهجية الجديدة في تقديم الخدمات الاجتماعية.

ومهما يكن من أمر، فإن الخدمات التي تقدمها مؤسسة التعاون الوطني، بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسها، عرفت تطورا في مفهوم ومضمون التكافل الاجتماعي، منتقلة من مرحلة تقديم العون والمساعدة إلى مرحلة العمل الاجتماعي الوقائي والتأهيلي.

وتقدم مؤسسة التعاون الوطني كل سنة سلة من الخدمات الاجتماعية المتنوعة لأزيد من نصف مليون شخص في وضعية هشاشة عبر تغطية ترابية لمختلف عمالات وأقاليم المملكة، وشبكة تفوق 4000 من المؤسسات والمراكز، وحوالي 3000 جمعية شريكة، مما يجعل منه فاعلا اجتماعيا حيويا.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة