مع تجاوز المغرب للمنطقة الخضراء، في منحى كورونا، تعود مخاوف الصرامة في تدبير الفضاء العام إلى البروز من جديد بعد تصاعد أعداد حالات الإصابة المسجلة بالفيروس التاجي، ففي ظل البهجة التي يعيشها المواطنون بفعل تسريح القيام بالأنشطة الثقافية والرياضية في صيغتها العادية تربك الأرقام المسجلة اليوم استمرار إجراءات التخفيف.
وفي هذا السياق تبدي اللجنة العلمية مخاوفها من ما قد تحمله الموجات القادمة من كوفيد للبلاد خاصة في ظل استمرار عملية مرحبا التي أعيد تنظيمها لتجاوز خسائر القطاع السياحي وتحريك عجلة الاقتصاد، ناهيك عن التنقلات الكبيرة التي تشهدها العطلة الصيفية ثم عطلة عيد الأضحى خلال الشهر المقبل.
وفي تصريح خص به “فبراير.كوم”، قال الطيب حمضي الخبير في السياسات والنظم الصحية إن “المغرب يعرف ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بكوفيد 19، لكن الأكيد أن المنحى سيظل تصاعديا بفعل تحركات السفر داخل وخارج المملكة، ناهيك عن الاختلاط وعدم ابداء أي احترام للتدابير الاحترازية”.
ويضيف الخبير، “هذا إلى جانب عملية التلقيح التي تعرف نوعا ما من التباطؤ”، مبرزا، “كما أن من تلقوا جرعات اللقاح قبل أشهر مرت، اليوم يعانون من ضعف في المناعة المضادة للفيروس، ما يجعل خطر الإصابة بالمرض واردا بشكل حقيقي”.
واسترسل حمضي، “كما أن هناك متحور فرعي جديد يسمى بBA2 وهو الذي أخد مكان BA1، بل الأكثر من ذلك هو أن الBA5 المصنف الأكثر انتشارا دخل المغرب، بعدما تم رصده في كل من جنوب أفريقيا والبرتغال وفرنسا، وبالتالي فنحن أمام موجة جديدة بالتأكيد”.
وتابع المتحدث، “ما علينا معرفته هو أن نعي تماما ما الخطوات الواجب اعتمادها لتفادي الموجات القادمة، أولا على فئة الشيوخ أن تستكمل عملية التلقيح، كونها الأكثر عرضة لخطر حمل الفيروس وكذا التواجد بغرف الإنعاش”.
وأكد الخبير في النظم الصحية، على ضرورة تجنب التواجد بالأماكن المغلقة، موضحا، “وبالتالي اختيار الفضاءات الأكثر تهوية”.
وزاد حمضي، “على الجميع أن يضع مسؤولية التلقيح نصب عينه، أولا لحماية نفسة وثانيا من حوله، خاصة اذا ما كان يعاني من أي نوع من الهشاشة الصحية”.
وكان معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد نبه، الثلاثاء، إلى أن الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار فيروس كورونا من المستوى “الأخضر الضعيف” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط”، خاصة بالمدن الكبرى.
