أعلن الديوان الملكي عبر وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، مساء أمس الأحد، أن الملك محمد السادس سيقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ابتداء من يوم غد الاثنين 4 دجنبر 2023.
وتعتبر هذه الزيارة الملكية هي الأولى من نوعها منذ سنة 2015، حيث عرفت العلاقات الديبلوماسية المغربية الاماراتية نوعا من الركود والتدهور في السنوات الاخيرة، على عكس ما عرفته منذ اعتلاء الملك محمد السادس للعرش.
وقد بدأت العلاقات المغربية الاماراتية تتصلح خصوصا بعد مواقف البلدين فيما يتعلق بقضايا الوحدة الترابية لكل من الامارات والمغرب بمجلس الامن الدولي.
من جانبها، دأبت الإمارات العربية المتحدة على التعبير عن دعمها الثابت للمغرب و لوحدته الترابية، وهو ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة مجددا عقب تصويت أعضاء مجلس الأمن الأممي على القرار 2703، الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، كما تجسد هذا الموقف الثابت بشكل واضح من خلال افتتاح الإمارات العربية المتحدة لقنصلية عامة بمدينة العيون يوم 4 نونبر 2020.
وتعمل الرباط وأبو ظبي ، بشكل دائم على تنسيق مواقفهما بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، واعتماد سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة مبنية على مبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام سيادتها الوطنية والشرعية الدولية ومحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.
تاريخ زيارات الملك محمد السادس لدولة الامارات
وقد جاءت أولى زيارات الملك محمد السادس لدولة الامارات بعد اعتلائه للعرش العلوي، حيث قاد في اواخر دجنبر 1999 رحلة مباحثاث مع الشيخ سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات.
كما قام الملك محمد السادس بزيارات متتالية لزيارة رئيس دولة الإمارات واجراء مباحثاث مع سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ضبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، وذلك سنوات 2001-2002-2004.
بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، زار الملك محمد السادس دولة الامارات بدعوة من الشيخ خليفة بن زايد ٱل نهيان قصد اجراء مباحثاث في ابريل 2005 ثم بعدها ماي 2005.
خلال اكتوبر 2012 قام الملك محمد السادس ، بزيارة عمل رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار جولة زار خلالها كل من المملكة العربية السعودية، قطر والكويت، وهي البلدان الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي المساهمة في برامج التمويل على شكل هبات لمشاريع التنمية بالمغرب في إطار الشراكة الاستراتيجية المبرمة سنة 2011 بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي .
كما قام الملك بزيارة خاصة للإمارات العربية المتحدة خلال ماي 2015 بمناسبة احتفالها بيومها الوطني، وعرفت هذه الزيارة اجراء عدة مباحثات والقيام بمجموعة من الانشطة المشتركة المرتبطة بمجالات الصحة والثقافة….
توتر العلاقات الاماراتية المغربية 2017_2020
يعزى توتر العلاقات الإماراتية المغربية خلال سنة 2017 الى موقف الحياد الذي اخذه المغرب من الأزمة الخليجية، وكانت الامارات الى جانب السعودية قد حشدت الاصوات ضد ملف المغرب فيما يتعلق بتنظيم كأس العام 2026.
وتفاقمت الازمة المغربية الاماراتية بعد مقاطعة المغرب لاجتماع وزراء الاعلام العرب 2018، الى جانب شراء الامارات لميناء نواذيبو الموريتاني وتوقيع اتفاقية لبنائه ما يعني منافسته الاقتصادية لمناء الداخلة.
كما ان اعلان المغرب لانسحابه من المشاركة في التدخل العسكري في اليمن الذي تقوده السعودية والإمارات سنة 2019، واستدعاء المملكة لسفيرها، الى جانب دعم الإمارات للجنرال حفتر ضد اتفاق الصخيرات الذي رعاه في المغرب في 2015، قد اجج نار الازمة بين البلدين.
وهو ما تأكد من خلال استتثناء وزير الخارجية المغربي للإمارات من الجولة التي قام بها في الخليج العربي، والتي شملت كل من سلطنة عمان والكويت والسعودية والبحرين وقطر، نقل فيها رسائل من الملك إلى معظم ملوك وأمراء دول الخليج.
زيارة لتحسين العلاقات وتوطيد التعاون والوحدة الوطنية للبلدين
وتأتي الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة الامارات العربية المتحدة ابتداء من يوم غد الاثنين في سياق الدينامية المحمودة التي تهدف لتحسين العلاقت التعاون الثنائي على جميع المستويات، وتأكيدا لعزم الرباط وأبوظبي على السير قدما من أجل تقوية وتنويع شراكتهما على أساس قيم الأخوة الأصيلة والاحترام والتقدير المتبادلين.
وستعطي هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها الملك للإمارات بعد انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد في 14 ماي 2022، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، دفعة قوية للشراكة القائمة بين البلدين والتي تطبعها أخوة فاعلة وتضامن راسخ .
وتجسد تحسن العلاقات بين البلدين عقب زلزال الحوز الذي 8 شتنبر 2023 ، حيث بعثت دولة الإمارات العربية المتحدة فريقا للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال، وهي مبادرة إنسانية نبيلة تبرز عمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى الموقف الثابت للمملكة الذي تم تأكيده مجددا أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي ، بدعم المغرب “الثابت والدائم” لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
وعبر المغرب أيضا في يناير 2022، عن إدانته للهجوم الآثم الذي شنته جماعة الحوثيين ومن يدعمها، على منطقة المصفح ومطار أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبها، دأبت الإمارات العربية المتحدة على التعبير عن دعمها الثابت للمغرب و لوحدته الترابية، وهو ما أكدته دولة الإمارات العربية المتحدة مجددا عقب تصويت أعضاء مجلس الأمن الأممي على القرار 2703، الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، كما تجسد هذا الموقف الثابت بشكل واضح من خلال افتتاح الإمارات العربية المتحدة لقنصلية عامة بمدينة العيون يوم 4 نونبر 2020.
وتعمل الرباط وأبو ظبي ، بشكل دائم على تنسيق مواقفهما بخصوص القضايا الإقليمية والدولية، واعتماد سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة مبنية على مبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام سيادتها الوطنية والشرعية الدولية ومحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.
