“الجنة تحت أقدام الأمهات”، وبلغة عالم المستديرة المدرجات تتزين لاستقبال أمهات أسود الأطلس، فقبل أشهر، ملاعب قطر التي احتضنت فعاليات كأس العالم 2022، اهتزت “فخرا” و”تفاخرا”، ترحيبا بأمهات أنجبن أسودا نالو من صفتهم ما نالته الكرة المغربية من شجاعة في عهد المايسترو فوزي القجع، فيا ترى هل ستلتحق أمهات لاعبي المنتخب الوطني المغربي، بسان بيدرو لتحفيزهم في مباراة جنوب افريقيا؟
في قلب كرة القدم، تتجسد معالم الإنسانية في شخصيات لاعبي المنتخب المغربي، الذين خاضوا مغامرتهم في مونديال قطر بعزيمة فهم لم يحملوا فقط أحلام الوطن، بل جسدوا أيضا قيما عالية من “رضاة الوالدين”، “النية الصافية”، و”الاهتمام بالأسرة”.
لم تكن الصور التي ظهر فيها لاعبو المنتخب المغربي، بكأس العالم قطر 2022، وهم يقبلون رؤوس أمهاتهم بعد كل مباراة مجرد لقطة إعلامية، بل كانت تعبيرا حقيقيا عن الروابط العائلية المتينة التي ترتبط بالمنتخب الوطني، فقد جسدت هذه اللحظات العفوية رغبة اللاعبين في تقديم الشكر لأمهاتهم اللواتي كن الدافع وراء نجاحهم وتحقيق أحلامهم في عالم كرة القدم.
وبالحديث عن كأس العالم قطر 2022، لم يكن دور الجامعة المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي القجع، مقتصرا على تحقيق الاستعدادات الفنية والتكتيكية فقط، بل شمل أيضا دعم الأسر وجلب عائلات اللاعبين إلى قطر، تجسيدا لعبارة تحمل في طياتها الكثير “رضاة الوالدين” و”النية”.
البر والاحترام تجاه الوالدين، جسده “الأسود”، فهم لم يجلبوا معهم فقط إنجازهم التاريخي ببلوغ نصف مونديال قطر 2022، بل جلبوا معهم قيما إنسانية تعتمد على تعزيز روابط الأسرة والاحترام الذي أثار إعجاب العديد من الشخصيات العربية والأوروبية والإفريقية والمواقع العالمية.
“رضاة الوالدين” و”النية الزوينة”، رافقاها الإيمان بالشكر لله بين أسود الأطلس، عقب تسجيل هدف في كل مباراة، فقد شهدت مباريات “أسود الأطلس” تكرار هذا الفعل، بالسجود لله شكرا على كل فوز تجسيدا لامتنان كتيبة وليد الركراكي، لله بعد تحقيق كل إنجاز رياضي.
غير بعديد عن بطولة نسخة كأس العالم الماضية، هذه المرة بطولة كأس أمم افريقيا تستعد بدورها لاستقبال الأمهات، حسب ما تداولته أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل سيتحقق الحلم مرة أخرى، ولو أن طموح مغاربة تجاوز توقعاتهم وهذه المرة أملا في تحقيق كأس غائبة منذ سبعينيات القرن الماضي.
منتخب المغرب يخوض خطوة مهمة نحو تحقيق حلم التتويج بلقب كأس الأمم الإفريقية، حيث يستعد لمواجهة جنوب إفريقيا في المباراة المقررة غدا الثلاثاء، وذلك في إطار منافسات دور الـ16 من البطولة التي تُقام في كوت ديفوار، بالعصمة الإيفوارية، حيث يعكس هذا اللقاء تطلعات المنتخب المغربي لتحقيق البطولة الإفريقية.
