يُقال إن “الأخ سند عظيم، قوة وضلع ثابت لا يميل” كيف لا ورب الكون عز وجل يقول “سنشد عضدك بأخيك”.. ولعل استناد الطفل وليد أوعابد المُتيم بعشق لعبة كرة القدم، على أخيه الأكبر ليسير به نحو تحقيق حلم مُعانقة أساطير المُستديرة المغاربة، خير نموذج لسند الإخوة.
وليد أوعابد، طفل ينحدر من مدينة أكادير وتحديدا ابن المزار أيت ملول، يعشق ويمارس كرة القدم بنادي أولمبيك الدشيرة، دخل عالم “السوشيال ميديا” بدعم من أخيه الأكبر، الذي لا يفوت فرصة لتمكين نسخته المصغرة من تحقيق شغفه بمعانقة الدوليين المغاربة، خلال كل معسكر تدريبي يجمع نجوم أكبر الفرق الأوروبية والانجليزية والعربية، بأراضي المملكة المغربية تلبية لنداء الوطن، على لسان المدرب وليد الركراكي.
لم يمنع شغف كرة القدم ومُمارسة اللعبة، وليد من الالتزام بدراسته، وهو ما جعله محبوبا في أوساط لاعبي المنتخب الوطني المغربي الأول، ليُحقق حلمه بالظفر بأول هدية من أسود الأطلس من قبل الدولي المغربي عز الدين أوناحي، والتي كانت عبارة عن قميص المنتخب الوطني موقعا باسم لاعب أولمبيك مارسيليا الفرنسي، فضلا عن حذاء رياضي.
“أهلا وليد كيف حالك يا صديقي ؟” ” را كتحك البالون كنتفرج فيك ” هكذا استقبل سفيان رحيمي لاعب نادي العين الإماراتي، ويوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني، على التوالي، خلال زيارته لهم داخل غرفة تغيير الملابس بملعب أكادير الكبير، إبان مباراة أسود الأطلس ومنتخب زامبيا.
بشاشة وجه وليد ولطافته وحسن خلقه، فرضت حتى على الدولي المغربي إبارهيم دياز، نجم ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، الاجتهاد في التحدث باللغة العربية مُفاجئا الجماهير المغربية، بحيث عانقه بحرارة قائلا بالدارجة المغربية :” السلام كيداير لاباس ؟ مزيان ؟ “…
تلقى وليد أوعابد، المُمارس بنادي أولمبيك الدشيرة لكرة القدم، كل عبارات الدعم والتقدير والتشجيع لموهبته في كرة القدم، ظهرت ملامح الفرح والافتخار على وجهه البريئ في مقطع فيديو نُشر على صفحته الرسمية بمنصة “فايسبوك” عندما أخبره النصيري مُقدما له قميصه الرسمي :” أنت هو الخليفة إن شاء الله في 2030 نتفرجو فيك في كأس العالم مع المنتخب”.
لم يكتفي الطفل السوسي بقميص النصيري وأوناحي، بل تسلم هديته أيضا من سفيان رحيمي اللاعب الرجاوي السابق، وهداف دوري أبطال آسيا، وقطع معه عهدا على أن يُرسل له هدية عبارة عن حذاء رياضيا خاصا.
رومان غانم سايس، عميد المنتخب المغربي لكرة القدم، هو الآخر لم يبخل على الطفل السوسي الصغير، بعبارات التشجيع وعناق حار يبعث فيه روح القيادة والممارسةة الاحترافية، قائلا :” تبارك الله عليك وليد يا حبيبي”.
ومع تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع العلاقة الجميلة التي ربطها وليد أوعابد بلاعبي المنتخب المغربي، بدعم من أخيه الأكبر، عبر الطفل الموهبة المشهور عن امتنانه في تدوينة قائلا :” الحمد الله اللذي سخر لي هذا، شكرااا لأي واحد كيبغيني و كيدعمني و كايبغي ليا الخير شكرااا . اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الشكر كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيّته وسرّه، فأهل أنت أن تحمد، وأهل أنت أن تعبد، وأنت على كلّ شيءٍ قدير. اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضا. اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً ممّا نقول، ولك الحمد كالّذي تقول، ولك الحمد على كلّ حال.
فهل يدور الزمن ليُحق وليد أوعابد “فأل” النصيري عليه في 2030 ؟ فلننتظر…
