طرح الأستاذ سعيد بنيس، أستاذ علم الاجتماع، مفهوم “التمغربيت” كإطار جديد لفهم الهوية المغربية المعاصرة.
ويرى بنيس أن هذا المفهوم يتجاوز فكرة “المغربة” التقليدية، ليشمل تنوعًا أوسع للثقافة والهوية المغربية. ووفقًا لبنيس، تعتمد “التمغربيت” على ركيزتين أساسيتين: الاعتراف الدستوري باللغتين العربية والأمازيغية كلغتين رسميتين، ومبدأ الترابية، الذي يؤكد على الخصوصيات الجهوية ضمن إطار الوحدة الوطنية.
وشدد بنيس على أهمية تنظيم الفضاء العام وفقًا لهذا المفهوم الجديد، مقترحًا استخدام اللغتين العربية والأمازيغية (بحرف تيفيناغ) في الإشارات والمعلومات العامة.
كما يرى الأستاذ أن “التمغربيت” تمثل انتقالاً مهمًا في تاريخ المغرب، من هوية أحادية البعد إلى هوية متعددة الأبعاد تشمل العناصر العربية والأمازيغية وغيرها، مع التركيز على الانتماء الترابي.
ويقترح بنيس إدخال عناصر “التمغربيت” في النظام التعليمي لمواجهة ما يسميه “التيه الهوياتي” للشباب في عصر الفضاء الافتراضي المفتوح. ويؤكد على أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة في غرس هذه القيم.
أخيرًا، يربط بنيس بين “التمغربيت” وقضايا اجتماعية ملحة مثل البطالة، مقترحًا أن يكون هذا المفهوم الجديد للهوية أساسًا لمشروع مجتمعي يساهم في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
هذا ويثير طرح بنيس تساؤلات مهمة حول مستقبل الهوية المغربية وكيفية تشكيلها في ظل التحديات المعاصرة، ويفتح الباب لنقاش مجتمعي حول هذه القضايا الحيوية.
وفي موضوع آخر، قدم الأستاذ سعيد، أستاذ علم الاجتماع، تحليلاً عميقاً للوضع اللغوي في المغرب مقترحا رؤية جديدة لتدبير التنوع اللغوي في البلاد.
واستند أستاذ علم الاجتماع، في تحليله إلى خبرته الطويلة في دراسة اللهجة المغربية منذ التسعينيات، واضعا تصوراً متكاملاً لكيفية إدارة الزخم اللغوي في المغرب.
وذكر بنيس الفرق بين مفهومي “التعدد اللغوي” و”التعددية اللغوية”. فالتعدد اللغوي، حسب رأيه، هو حالة طبيعية موجودة في معظم الدول، بينما التعددية اللغوية هي نتاج للسياسة اللغوية المتبعة.
ويرى أن المغرب، منذ دستور 2011، قد انتقل من دولة أحادية اللغة (العربية فقط) إلى دولة ثنائية اللغة (العربية والأمازيغية).
وأشار بنيس إلى أن الدستور الجديد يجمع بين مفهومي “الثنائية الرسمية” و”الإيكولوجيا اللغوية”. فمن جهة، هناك اعتراف رسمي باللغتين العربية والأمازيغية، ومن جهة أخرى، هناك إنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية الذي يهدف إلى الحفاظ على التنوعات اللغوية والثقافية الجهوية.