قدم المفكر السياسي عبد الصمد بلكبير، خلال حواره مع موقع “فبراير”، تحليلاً عميقاً لفترة حكم الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الفضية لاعتلائه العرش. وأشار بلكبير إلى أن الملك تولى الحكم في ظروف إقليمية ووطنية مواتية، سمحت له بوضع استراتيجية شاملة للمغرب بأقل قدر من الضغوط والعراقيل التي واجهها أسلافه.
وأكد المحلل السياسي أن الملك امتلك رؤية استراتيجية طويلة المدى للمغرب، بدأت بـ 15 عاماً ثم امتدت إلى 25 عاماً، مما يعكس نظرة مستقبلية طموحة، هذه الرؤية ركزت على إعادة إنتاج التوازنات بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، وبين إدارة الدولة والمجتمع نفسه.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة، حسب بلكبير، تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة التناوب التوافقي برئاسة عبد الرحمن اليوسفي. كما تم الحفاظ على القطاعات الاستراتيجية للدولة، مثل البنوك والفوسفات والنقل، لضمان الحد الأدنى من الاستقلالية والسيادة.
وأضاف بلكبير أن هذه الفترة شهدت تعزيزاً للحريات الديمقراطية، بما في ذلك حق التظاهر والتجمع، كما تم إعادة الاعتبار لمناطق “المغرب غير النافع”، وخاصة منطقة الشمال، من خلال مشاريع تنموية وسياحية كبرى.
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه الإنجازات ساهمت في تعزيز الاستقرار في المغرب، حتى خلال فترات الاضطرابات الإقليمية مثل أحداث 20 فبراير وأحداث الحسيمة.
وأكد أن الاهتمام بمنطقة الشمال، على وجه الخصوص، كان له دور كبير في تجنب تفاقم الأزمات وظهور دعوات انفصالية.
واختتم بلكبير حديثه بالتأكيد على أهمية مواصلة العمل على تحقيق المزيد من العدالة والمساواة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للديمقراطية والتنمية المستدامة في المغرب، مشددا على ضرورة فهم الديمقراطية بمعناها الشامل، الذي يتجاوز مجرد وجود القوانين إلى تحقيق التوازن الحقيقي بين مختلف مكونات المجتمع.
وعبر ذات الحوار، قدم عبد الصمد بلكبير، المفكر والسياسي المغربي، رؤيته لـ25 عامًا من حكم الملك محمد السادس. وفي تحليله، سلط الضوء على عدة محاور رئيسية شكلت ملامح هذه الفترة.
وبدأ بلكبير حديثه مع موقع “فبراير.كةم”، بالإشارة إلى المصالحة الوطنية، التي شملت جسر الهوة بين شمال المغرب وجنوبه، وبين ما يسمى “المغرب النافع” و”غير النافع”. كما تطرق إلى المصالحة مع التاريخ، خاصة فيما يتعلق بفترة ما بعد الاستقلال، والتي وصفها بأنها كانت “استقلالًا منقوصًا وملغومًا”.
وفي معرض حديثه عن “سنوات الرصاص”، فضل بلكبير تسميتها بـ”سنوات المقاومة”، مشيرًا إلى أنها لم تكن فترة سوداء بالكامل، بل شهدت أحداثًا إيجابية مثل المسيرة الخضراء، مشيدا بدور هيئة الإنصاف والمصالحة في معالجة تداعيات هذه الفترة.
وفيما يخص حقوق الإنسان، أشار بلكبير إلى التطور الكبير الذي شهده المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والذي حقق درجة متقدمة من الاستقلال وفقًا للمعايير الدولية. كما تحدث عن المكاسب الكبيرة التي حققتها المرأة المغربية على عدة مستويات، رغم إشارته إلى وجود بعض المبالغة في هذه المكاسب.
وفي سياق التنمية المتوازنة، أوضح بلكبير أن الحسن الثاني سعى لتحقيق ثلاثة توازنات رئيسية: ضبط النمو الديموغرافي، تحقيق التوازن بين المدينة والبادية، ومنع تشكيل المدن العملاقة.
وأكد أن محمد السادس استمر في هذا النهج مع التركيز بشكل خاص على سياسة المدينة. وأشاد بلكبير بسياسة المدينة التي تبناها محمد السادس، والتي تميزت بوضع خطة خاصة لكل مدينة تراعي خصوصياتها واحتياجاتها.
وذكر أمثلة على التطورات الكبيرة التي شهدتها مدن مثل مراكش والرباط والدار البيضاء في هذا الإطار. وفي ختام حديثه، قدم بلكبير تقييمًا شخصيًا، معترفًا بأن بعض الإنجازات فاقت توقعاته كعضو سابق في مجلس المدينة والبرلمان.
وأشار إلى أن الكثير من مطالب المعارضة السابقة قد تحققت على أرض الواقع. وأكد بلكبير في نهاية المطاف أن تقييم 25 عامًا من حكم محمد السادس يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الجوانب المتعددة، منوهًا إلى أن بعض المحللين قد أغفلوا أهمية هذه التطورات في تقييمهم الشامل لهذه الفترة.
أكد المحلل السياسي عبد الصمد بلكبير، في حوار خاص لموقع فبراير.كوم أن الدبلوماسية الرياضية قد أصبحت ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للمغرب، مؤكداً على أن النجاحات التي حققها المنتخب الوطني المغربي في السنوات الأخيرة ليست مجرد صدفة، بل هي نتاج تخطيط استراتيجي مدروس.
وشدد بلكبير على أن المغرب قد استطاع، بفضل هذه الدبلوماسية، أن يحقق مكاسب دبلوماسية كبيرة تفوق بكثير ما يمكن تحقيقه من خلال القنوات التقليدية، مشيراً إلى أن نجاحات المنتخب الوطني قد عززت مكانة المملكة على الساحة الدولية، وجعلت منها نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
وأوضح بلكبير أن النجاح المغربي في هذا المجال يعود إلى عدة عوامل، من بينها الاستثمار في المواهب المحلية وتوفير الظروف الملائمة لتألقها، بالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي والقدرة على الاستفادة من التناقضات الدولية.
كما أكد المحلل السياسي أن المغرب يتبع استراتيجية متوازنة في علاقاته الدولية، حيث يسعى إلى تعزيز علاقاته مع مختلف القوى الدولية، مما ساهم في تعزيز مكانته على الساحة الدولية. وختم بلكبير تصريحه بالتأكيد على أن الدبلوماسية الرياضية أصبحت أداة قوية يمكن للدول الاستفادة منها لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية، داعياً إلى تعميم هذه التجربة على المستوى العربي والإفريقي.
ويرى المحلل السياسي عبد الصمد بلكبير أن منطقة الشرق الأوسط، أو ما يسميه “الشرق العربي”، لا تزال تشكل محور اهتمام القوى العالمية والإقليمية.
ويقدم بلكبير أربعة مداخل رئيسية لفهم الوضع في المنطقة. وفي حديثه لموقع “فبراير.كوم”، ذكر بلكبير الأهمية التاريخية والحضارية للمنطقة، حيث نشأت الحضارات القديمة والأديان. هذا الإرث الثقافي والتاريخي يجعل المنطقة محط أنظار العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبرها مفتاحاً للهيمنة العالمية.
ثانياً، يؤكد بلكبير، لقائه، على الدور المحوري للولايات المتحدة في المنطقة. فرغم تحول الاهتمام الأمريكي نحو الصين، إلا أن واشنطن تدرك أن نفوذها في الشرق الأوسط يؤثر على مكانتها العالمية وقدرتها على مواجهة الصعود الصيني. ثالثاً، يلفت المحلل السياسي، الانتباه إلى وجود أربع قوى إقليمية متنافسة في المنطقة: تركيا، مصر، إيران، وإسرائيل.
هذه القوى تتصارع على النفوذ والموارد، خاصة مع اكتشاف ثروات غازية ضخمة في شرق البحر المتوسط. وأخيراً، ذكر بلكبير التطورات الأخيرة في المنطقة، مشيراً إلى تراجع الطموحات التركية في سوريا والعراق، والجهود الأمريكية لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، بما في ذلك محاولات التقارب بين تركيا وإسرائيل.
وخلص المتحدث عينه، إلى أن الوضع في الشرق الأوسط يبقى معقداً ومتقلباً، مع استمرار التنافس بين القوى الإقليمية والعالمية على النفوذ والموارد في هذه المنطقة الاستراتيجية.