قدمت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة توضيحات حول استيراد النفايات من الخارج، مؤكدة أن هذا القطاع يعتبر مربحًا وصديقًا للبيئة، ويساهم في خلق آلاف فرص العمل.
وأشارت الوزارة، في بيان صحفي حصلت “العمق” على نسخة منه، إلى أن عدد التراخيص الممنوحة لاستيراد النفايات غير الخطرة، لأغراض التثمين الطاقي أو الصناعي، بلغ 416 ترخيصًا منذ عام 2016 وحتى اليوم.
جاء هذا التوضيح ردًا على ما وصفته الوزارة بـ”المعطيات المضللة” التي تم تداولها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الانتقادات التي وجهت إلى الجهات الحكومية المسؤولة عن إدارة قطاعي الطاقة والبيئة.
وكان إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، قد طرح سؤالًا كتابيًا على وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول تأثير استيراد النفايات على البيئة والصحة العامة، وذلك عقب قرار الوزارة استيراد أكثر من مليوني ونصف طن من النفايات المنزلية والعجلات المطاطية من دول أوروبية.
في توضيحها، شددت الوزارة على أن استيراد وتدوير النفايات غير الخطرة يعد عملية مربحة وصديقة للبيئة، تسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزز الاقتصاد الأخضر والدائري في المغرب.
ولفت البيان إلى دراسة أجريت بالتعاون مع “التحالف من أجل تثمين النفايات” في عام 2020، والتي أظهرت أن سلاسل تثمين النفايات في 13 قطاعًا تمتلك إمكانات كبيرة لتحسين الميزان التجاري وخلق ما لا يقل عن 60 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.
وأوضحت الوزارة أن تدوير النفايات، مثل العجلات المطاطية الممزقة، يسهم في تقليص الفاتورة الطاقية من خلال خفض حجم العملة الصعبة اللازمة لاستيراد المحروقات بنسبة تتجاوز 20 دولارًا لكل طن من الوقود الأحفوري.
كما يساهم هذا التدوير في تقليل انبعاثات الملوثات الهوائية والغازات الدفيئة، مما يحسن جودة الهواء مقارنة باستخدام الطاقة الأحفورية.
وأشار البيان إلى أن استيراد النفايات غير الخطرة يخضع لمسطرة إدارية صارمة، تتطلب تقديم وثائق دقيقة حول طبيعة النفايات المستوردة، بما في ذلك التحاليل الفيزيائية والكيميائية والبطائق التقنية، إلى جانب الحصول على موافقة الوزارات المعنية.
وأبرزت الوزارة أن استيراد النفايات من الدول الأوروبية، التي تتميز بأنظمة فرز ومعالجة عالية الجودة، يضمن الحصول على مواد أولية غير مضرة بالبيئة والصحة العامة.
وأكدت أن المغرب يستورد نسبة ضئيلة من النفايات غير الخطرة مقارنة مع دول أخرى ذات اقتصادات مماثلة، مشيرة إلى أن التجارة الدولية لهذه النفايات تخضع لمنافسة شديدة بين الشركات المتخصصة في هذا المجال، مما يعكس التطور الكبير الذي يشهده الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري.