في تجربة مثيرة للجدل، عبر الكاتب والباحث عبد السلام خلفي عن إحباطه وقلقه من عملية الإحصاء الوطني للسكان، التي تجري حالياً ببلادنا.
وفي تدوينة نشرها على صفحته الخاصة، تحدث خلفي عن تجربته الشخصية مع “رجل الإحصاء” الذي زاره في منزله، وطرح عليه مجموعة من الأسئلة التي لم تشمل محاور هامة، مثل اللغة أو اللغات التي يتحدثها هو وأفراد أسرته.
وقال خلفي عبر تدوينته إن العملية بدأت بشكل طبيعي، حيث قدم له موظف الإحصاء نفسه وشرع في طرح أسئلة حول الاسم، تاريخ ومكان الولادة، عدد أفراد الأسرة، والهجرة.
وأوضح خلفي أنه كان يجيب على هذه الأسئلة بكل فخر واعتزاز، معتقداً أن مشاركته ستساهم في وضع خطط التنمية المستقبلية التي تخدم البلاد، لكن الأمور سرعان ما أخذت منعطفاً غير متوقع، حيث فوجئ خلفي بانتهاء سلسلة الأسئلة بسرعة، ودون التطرق إلى موضوع اللغات،
تضيف التدوينة أنه استفسر عن سبب عدم وجود أسئلة تتعلق باللغة، ليوضح موظف الإحصاء أن هناك نوعين من الاستمارات: استمارة قصيرة وأخرى طويلة. وبحسب ما ذكره الموظف، فإن الاستمارة الطويلة، التي تحتوي على أسئلة حول اللغة، لم تكن مخصصة لخلفي.
هذا المعطى دفع صاحب التدوينة للتساؤل حول دقة وشفافية الإحصاء الوطني، خاصة فيما يتعلق بموضوع اللغات، حيث أبدى تخوفه من أن تكون نتائج الإحصاء غير دقيقة، مما قد يؤدي إلى تهميش لغات معينة، مثل الأمازيغية، التي يتحدث بها هو وأفراد أسرته.
واختتم خلفي تدوينته بطرح تساؤلات حادة حول كيفية استخراج نسبة المتحدثين باللغات المختلفة في المغرب، معبراً عن خيبة أمله في المنهجية التي اعتمدتها مندوبية الإحصاء.
وأشار إلى أن ما حدث معه يثير شكوكا جدية حول مدى الموضوعية والنزاهة التي دعا إليها الملك محمد السادس في هذه العملية.
هذه التدوينة أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المغاربة عن تضامنهم مع خلفي، وعن قلقهم من أن تكون تجربته مؤشراً على مشاكل أوسع نطاقاً في عملية الإحصاء الوطني
