شهدت السواحل الشمالية للمغرب استنفارًا أمنيًا كبيرًا، مع تشديد قوات الأمن إجراءات المراقبة لمنع محاولات الهجرة غير الشرعية نحو مدينة سبتة المحتلة.
وفي إطار هذه الجهود، قامت السلطات المغربية بحملة اعتقالات واسعة شملت محرضين على الهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعززت القوات الأمنية المغربية تواجدها على طول السياج الحدودي لمدينة سبتة، خاصة في مناطق الفنيدق، المضيق، وتطوان، مع توقع محاولة هجرة جماعية سباحة من الفنيدق إلى سبتة يوم 15 سبتمبر 2023.
كما تمكنت قوات الدرك الملكي بتطوان بالتنسيق مع عدة وحدات أمنية في مختلف المدن من توقيف عدد من المحرضين، حيث أخضعوا لتحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة، مما أدى إلى الكشف عن شركاء آخرين متورطين في العملية.
تأتي هذه التدابير الأمنية في ظل تصاعد ضغط الهجرة غير الشرعية، بعد تسجيل 1500 محاولة في يوم واحد خلال نهاية أغسطس في مدينتي سبتة ومليلية.
وأشادت مندوبة الحكومة الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، كريستينا بيريز، في ندوة صحافية يوم الاثنين الماضي بجهود السلطات الأمنية المغربية، وقالت إنه “بدون مساعدة الفرق المغربية كان الوضع ليصبح أكثر تعقيدا”.
وحسب محمد بنعيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن قرابة ألف قاصر حاولوا التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة أمس، مستغلين بذلك نزول ضباب كثيف حجب الرؤية وأعاق عمليات المراقبة الأمنية، سواء من لدن السلطات المغربية أو الحرس المدني الإسباني.
وقال بنعيسى، في تصريح صحفي، إن محاولة العبور الكبيرة للقاصرين إلى الثغر المحتل أسفرت عن وصول قرابة 300 قاصر إلى سبتة السليبة، حسب تقديرات السلطات الإسبانية.
وأضاف رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان بأن مدينة الفنيدق تعرف توافد عدد كبير للشباب والقاصرين من مختلف مناطق المغرب، الراغبين في عبور الحدود بين الفنيدق وسبتة المحتلة.
وأكد الناشط الحقوقي شمال البلاد أن عوامل متعددة تحفز الشباب على الهجرة التي أضحت لا تفارق عقول غالبيتهم، وهي مرتبطة بشكل كبير بـ”الظروف المناخية، وخاصة مع صعود الضباب الكثيف الذي يمثل فرصة مواتية للعبور بعيدا عن المراقبة الأمنية الصارمة من الجانبين”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن موجة الهجرة الجديدة على الحدود مع الثغر المحتل جاءت بعد تصاعد الضباب الذي يعيق عمليات مراقبة الحدود البرية، لافتا إلى أن “عدد المهاجرين القاصرين كان كبيرا جدا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان تقريبا ألف مهاجر، وصباح اليوم رصدنا حوالي 250 يحاولون على الحدود والثياب المرمية في الشواطئ والبحر تؤكد هذه العملية”.
وسجل بنعيسى أن المراقبة الأمنية على الحدود مع سبتة المحتلة باتت كثيفة صباح اليوم، بالتزامن مع زيارة مسؤولين أمنيين بقيادة والي الجهة، مبرزا أن هناك عمليات “شد وجذب بين القاصرين وبين السلطات في محاولة للعبور”.