تشهد منطقة المغرب العربي ترقبا حذرا مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يتوقع محللون سياسيون أن تؤدي هذه العودة إلى تغييرات جوهرية في المشهد السياسي الإقليمي، وتبرز المملكة المغربية كأحد أبرز المستفيدين من هذا التحول المحتمل في السياسة الأمريكية، خاصة وأن ترامب كان أول رئيس أمريكي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء.
محمد طوسة محلل سياسي وإعلامي فرنسي، يعتبر أن المغرب يعيش حاليا ما يمكن وصفه بـ”اصطفاف الكواكب”، إذ يأتي احتمال عودة ترامب بعد الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 2756 الذي صب في مصلحة المغرب، وما يعزز هذا الموقف أن إدارة بايدن الديمقراطية لم تتراجع عن قرار ترامب بشأن الصحراء، مما يشير إلى ثبات الموقف الأمريكي في هذا الملف.
وفي المقابل، يضيف المحلل السياسي، “تواجه الجزائر تحديات مع احتمال عودة ترامب للرئاسة الأمريكية، فالعلاقات الجزائرية-الأمريكية تشهد توترا ملحوظا، خاصة مع التهديدات المتكررة بفرض عقوبات على النظام الجزائري بسبب تعاونه العسكري مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا، كما أن الجزائر تخشى من أن يمارس ترامب ضغوطاً إضافية لإجبارها على القبول بالمعطيات الجديدة في ملف الصحراء.”
ويُضاف إلى هذه التحديات مسألة العلاقات الجزائرية-الإيرانية، حيث يُنظر بقلق أمريكي إلى التوسع الإيراني في شمال أفريقيا عبر البوابة الجزائرية. ومن المتوقع أن يتخذ ترامب، المعروف بموقفه المتشدد تجاه إيران، موقفاً أكثر صرامة تجاه هذا التقارب. حسب طوسة.
وتشير التحليلات إلى أن عودة ترامب قد تؤدي إلى تسليط الضوء على العلاقات المشبوهة بين النظام الجزائري والتنظيمات المسلحة التي تهدد الاستقرار في المنطقة، كما يُتوقع أن يعيد ترامب كتابة السردية السياسية الأمريكية في المنطقة من حيث توقف، مما قد يؤدي إلى تعزيز المصالح المغربية وممارسة ضغوط إضافية على منافسيها.
وخلص إلى أنه في ظل هذه المعطيات، فإن المنطقة المغاربية مقبلة على مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، حيث ستنتهي مرحلة المراوغة والخطاب المزدوج، وستبدأ مرحلة جديدة من الوضوح السياسي في التعامل مع القضايا الإقليمية الحساسة، خاصة ملف الصحراء الذي يبدو أنه يتجه نحو حسم نهائي لصالح المغرب.
