أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي وجود وساطة محتملة لإعادة علاقات إيران مع المغرب إلى مسارها الطبيعي، موضحا خلال ندوة صحافية أن بلاده “رحبت دائما بتحسين وتوسيع العلاقات مع الجيران والدول الإقليمية والإسلامية”.
يأتي هذا التصريح في سياق مساع جديدة للتقارب، حيث أشار بقائي إلى أن إيران لم تكن المبادرة في قطع العلاقات، مؤكداً التزام الحكومة الحالية بنهج تحسين العلاقات الدبلوماسية.
وفي قراءة تحليلية للملف، قال الكاتب والباحث السياسي عماد أبشيناس، خلال مروره في أحد البرامج علىق قناة DW الألمانية، (قال) إن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان يسعى لتطبيع العلاقات مع الدول التي تسببت إسرائيل في قطع علاقاتها مع إيران.
وأرجع أبشيناس سبب التوتر السابق إلى استقبال الملحق الثقافي الإيراني السابق بالجزائر أمير موسوي لمندوبين من البوليساريو، مما تسبب في تدهور العلاقات مع الرباط.
وكشف الخبير الإيراني أن طهران ترى في إسرائيل والولايات المتحدة طرفين يسعيان لخلق الفتن بين الدولة الإيرانية والدول العربية الأفريقية، مشيرا في الوقت نفسه إلى محدودية المصالح الإيرانية في المنطقة المغاربية.
وحسب خبراء تهدف إيران إلى اعتماد استراتيجية إيرانية جديدة تهدف إلى توسيع دائرة علاقاتها الدبلوماسية وفتح قنوات التواصل مع دول المنطقة، وسط مؤشرات على إمكانية وساطة عمانية وسعودية لتقريب وجهات النظر.
وتبدو المبادرات الإيرانية الحالية نتيجة تحولات جوهرية داخل النظام، حيث تمر البلاد بمرحلة تغييرات عميقة، مع بوادر تصدع في التوازنات التقليدية بين “إيران الدولة” و”إيران الثورة”. وفق مراقبين.
وتبدو المبادرة الإيرانية الجديدة استباقية، حيث يسعى الرئيس الإيراني الجديد لإعادة بناء الجسور مع الدول العربية التي شهدت توترا في علاقاتها مع طهران، في محاولة واضحة لتخفيف العزلة الإقليمية.
وترتبط هذه الاستراتيجية أيضا بالتحسب من الاحتمالات الأمريكية المحتملة، خاصة مع توقعات بعودة الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يُتوقع أن يفرض عقوبات أكثر تشددا على إيران مقارنة بفترته الأولى.