منذ مدة و“البوليساريو” تعتمد سياسة رقمية توجه عبرها عداءها للملكة المغربية، وذلك من خلال توظيف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجيههم لخطاب عدائي وتارة “إرهابي”، اتجاه المملكة المغربية الشريفة،حيث أصبحت المنصات الإلكترونية أدوات “فعالة” في تشكيل الرأي العام وتوجيه المواقف السياسية.
موقع “فبراير” حاول التواصل مع أحد المنتمين للبوليساريو سابقا، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، أوضح أن الجبهة الانفصالية، باتت تعتمد بشكل متزايد على الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي كساحة جديدة لنشر دعايتها المناهضة للمغرب.
وتتميز هذه المنصات التي تديرها “البوليساريو” من داخل الجزائر حسب مصادر مطلعة، باستخدام أساليب متنوعة للتأثير، تشمل نشر الأغاني الثورية، وخطابات القياديين، وتوظيف مقاطع الفيديو لبث ما تصفه بـ”الاحتفالات” و”المظاهرات”.
وفي ذات الصدد، أشار محللون إلى أن الجبهة تتبع استراتيجية ممنهجة في إدارة محتواها الرقمي، حيث تعمل على مستويات متعددة تشمل الجانب الإعلامي والثقافي والحقوقي. وتستخدم في ذلك شعارات عاطفية مؤثرة وخطاباً تحريضياً موجهاً بشكل خاص إلى سكان الأقاليم الجنوبية.
وفي سياق متصل، تعتمد البوليساريو على شبكة من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، يعملون على تضخيم الأحداث اليومية العادية وتصويرها كانتهاكات لحقوق الإنسان، كما يقومون بنشر شهادات مبالغ فيها ومؤولة، في محاولة لتشويه صورة المغرب دوليا.
وكشفت تقارير أن هذه الحملات الإعلامية تتزامن مع تحركات ميدانية منسقة، حيث يتم توثيق أي احتكاك مع السلطات وتضخيمه إعلامياً، ثم استغلاله في الدعاية الخارجية لتصوير المغرب بشكل سلبي.
وفي مواجهة هذه التحريضات، يرى خبراء أن المغرب مطالب بتطوير استراتيجية رقمية شاملة تواكب هذه التطورات، وتشمل التوصيات إنشاء منصات إلكترونية متخصصة تقدم المعلومات الدقيقة والموثقة، وتحديث المحتوى بشكل مستمر لمواكبة المستجدات.
ويؤكد مراقبون أن نجاح المغرب في مواجهة هذه الحرب الإلكترونية يتطلب مقاربة شاملة تجمع بين التواصل الفعال مع الشباب، وتفنيد الادعاءات المغلوطة، وتقديم صورة واقعية عن التطورات الإيجابية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية.
للإشارة، فقد أبرز الأمين العام للأمم المتحدة النجاحات الدبلوماسية الأخيرة للمغرب، لا سيما بعد التغير الكبير في موقف فرنسا، كما أشار مرة أخرى إلى الجزائر باعتبارها طرفا في النزاع وأعرب عن أسفه لانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، وكذلك لعدم تمكن بعثة المينورسو من العمل هناك.
