حقوق الصحراويين بين الواقع والتضليل.. الكاين يكشف الحقيقة
في إطار الجهود المستمرة لتقييم حالة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية ومخيمات تندوف، يعمل تحالف من المنظمات على إعداد تقرير سنوي شامل يسلط الضوء على حصيلة حقوق الإنسان في هذه المناطق.
وكشف عبد الوهاب الكاين، رئيس المنظم الافريقية لحقوق الانسان “افريكا ووتش”، في حديثه المستفيض مع موقع “فبراير.كوم”، أن هذا العمل يأتي في ظل النزاع الذي يمتد منذ خمسة عقود، والذي شهد استخدام جميع الوسائل الممكنة، بما في ذلك التضليل السياسي، مما أدى إلى استمرار معاناة الصحراويين أينما كانوا، وخاصة في مخيمات تندوف.
وتابع المتحدث “يهدف التقرير إلى تقييم مدى احترام حقوق الإنسان في منطقة الصحراء والمخيمات، مع التركيز على دور منظمات المجتمع المدني في حماية هذه الحقوق ورصدها وتوثيقها بشكل جاد وموثوق. الهدف الأساسي هو تقديم معلومات دقيقة وذات مصداقية لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك آليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان، وذلك لمواجهة الأخبار الزائفة التي تتسرب إلى التقارير الدولية وتشوه صورة المملكة المغربية في المحافل الدولية”.
وأوضح أن من بين الأهداف الرئيسية للتقرير هو الوقوف على مدى تمتع الإنسان الصحراوي بحقوقه الأساسية، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتنقل والتعليم والصحة والسلامة الجسدية، كما يسعى التقرير إلى تقييم مدى فعالية الآليات المتاحة لإنصاف الصحراويين في حال وقوع انتهاكات، ودور الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والدولة المضيفة للمخيمات، وهي الجزائر، في دعم حقوق الصحراويين وإنهاء معاناتهم.
في الأقاليم الجنوبية، يركز التقييم على أداء السلطات العمومية، سواء كانت مركزية أو محلية، ومدى التزامها بالدستور والقوانين المنظمة لعملها. يتم تقييم مدى تمتع المواطنين بالحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك الحق في الترشح والانتخاب وتكوين الجمعيات والانتماء إلى النقابات والأحزاب السياسية. كما يتم تقييم مدى استقلالية المؤسسات القضائية واحترامها لمبدأ قرينة البراءة، وانفتاح المؤسسات الأمنية على منظمات المجتمع المدني. حسب ما أوضح.
من خلال هذا التقرير، يتم تسليط الضوء على السياسات العمومية المطبقة في المنطقة، ومدى مراعاتها للطبيعة المحلية الثقافية والحضارية لسكان الأقاليم الجنوبية. يتم تقييم مدى استجابة هذه السياسات لتطلعات السكان، ومدى مشاركتهم في صنع القرارات المتعلقة بالمشاريع والاستراتيجيات التي تمس حياتهم اليومية.
في النهاية، يهدف التقرير إلى تقديم صورة حقيقية وموثوقة عن حالة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية ومخيمات تندوف، مع التركيز على الجهود المبذولة لتحسين أوضاع الصحراويين وضمان تمتعهم بحقوقهم الأساسية. من خلال هذا العمل، يتم بناء جسور التعاون بين جميع الأطراف المعنية للرقي بحقوق الإنسان في هذه المنطقة، ووضع حد للمعاناة التي يعيشها الصحراويون منذ عقود.