عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى دائرة الضوء بشكل لافت، ليس فقط عبر توليه منصب رئاسة الولايات المتحدة مجددًا، بل من خلال دخوله الجريء إلى عالم العملات الرقمية، بإطلاقه عملة مشفرة تحمل اسمه ($TRUMP)، التي أثارت ضجة كبيرة في الأسواق المالية.
الإعلان عن العملة، الذي تم عبر شبكة “تروث سوشيال” ومنصة “إكس”، وُصف بأنه “واحد من أنجح الإطلاقات في التاريخ”، حيث قفزت قيمتها من بضع سنتات إلى 33.87 دولارًا خلال 24 ساعة، بنسبة ارتفاع بلغت أكثر من 18000% وفقًا لمنصة “فوكس بيزنس”.
ورغم تقلب قيمتها لاحقًا، فإنها سجلت قيمة سوقية تُقدر بـ 8.31 مليارات دولار.
العملة الجديدة تُصنف ضمن فئة “عملات الميم”، التي تعتمد على التفاعل الشعبي دون أساس اقتصادي قوي، ما أثار انتقادات بعض المحللين الذين اعتبروها أقرب للمضاربات الخطرة
. من جهته، وصف بيتر شيف، كبير الاقتصاديين في “يورو باسيفيك”، العملة بأنها “الذهب الرقمي الجديد”، في حين أكد محللون أن هذه الخطوة تمثل دمجًا بين السياسة والتمويل اللامركزي.
وفي خطوة مماثلة، أطلقت ميلانيا ترامب، السيدة الأولى، عملة رقمية تحمل اسمها ($MELANIA)، إلا أن الإقبال عليها كان أقل، حيث بلغت قيمتها السوقية الأولية 800 مليون دولار قبل أن تتراجع بنسبة 30% خلال الأيام التالية.
اللافت أن ترامب، الذي كان معارضًا للعملات الرقمية خلال فترته الرئاسية الأولى، غيّر موقفه جذريًا خلال حملته الانتخابية الأخيرة في 2024، متعهدًا بتحويل الولايات المتحدة إلى “عاصمة العملات الرقمية عالميًا”.
هذا التغيير أثر إيجابيًا على سوق العملات الرقمية، حيث قفزت قيمة البيتكوين إلى أكثر من 100 ألف دولار، لتسجل رقمًا قياسيًا يوم تنصيبه.
ورغم النجاح الأولي لهذه العملات، إلا أن هناك انتقادات من داخل قطاع العملات الرقمية. فقد وصف بعض المستثمرين هذه التحركات بأنها تهدف لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل على حساب المستثمرين، فيما حذر خبراء من إمكانية تحولها إلى مخططات “الضخ والتفريغ” المربحة على المدى القصير والخطرة على الاستقرار المالي.
يذكر ان هذه الخطوة إحدى أبرز المحطات في مسيرة ترامب السياسية والاقتصادية، مع تساؤلات حول مستقبل هذه العملات وتأثيرها على الصناعة الرقمية في ظل التحديات الاقتصادية والتنظيمية.
