كشف استطلاع رأي حديث عن صورة سلبية لترامب في أوروبا، حيث يصفه أكثر من نصف الفرنسيين والألمان والبريطانيين بـ “الديكتاتور”.
الاستطلاع، الذي أجراه مركز “ديستان كومان” للأبحاث، يأتي في وقت حرج، مع تزايد التوترات بين واشنطن وكييف وتراجع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أن ترمب يحاول “فرض” اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، وسط انتقادات شديدة يوجهها ترمب لأوكرانيا، وتجميد واشنطن لمساعداتها العسكرية والاستخباراتية لكييف، مما يدفع الأوروبيين لمحاولة تعويض النقص في الدعم الأمريكي وبناء قدرة دفاعية أوروبية مستقلة.
وأظهر الاستطلاع أن غالبية الفرنسيين (59%) والألمان (59%) والبريطانيين (56%) يرون ترامب “ديكتاتوراً”، وهي نظرة يشاركهم فيها 47% من البولنديين. هذه النظرة السلبية قد تؤثر على مصداقية جهوده في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا. ويكشف الاستطلاع أيضاً عن تراجع في الثقة بالولايات المتحدة كحليف في أوروبا، حيث يعتبرها ربع الفرنسيين فقط حليفة، بينما يجد أكثر من نصفهم صعوبة في وصف العلاقة.
وأظهر الاستطلاع تعاطفاً أكبر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بين الفرنسيين (35%) بعد لقائه “العاصف” مع ترمب. كما أظهر قلقاً واسعاً من امتداد الصراع، حيث يرجح 60% من الفرنسيين أن تهاجم روسيا دولاً أوروبية أخرى في السنوات المقبلة.
وعلى الرغم من تراجع الدعم الأمريكي، يبدي غالبية البولنديين والبريطانيين (66%) رغبتهم في مواصلة دعم أوكرانيا، حتى بدون الولايات المتحدة. النسبة أقل في فرنسا (57%) وألمانيا (54%). ومع ذلك، لا يوجد إجماع على إرسال بعثة لحفظ السلام إلى أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأثار الوضع في أوكرانيا نقاشاً حول إعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية في بعض الدول الأوروبية. يؤيد 61% من الفرنسيين إعادة فرض شكل من أشكال الخدمة العسكرية، خاصة بين أوساط اليمين واليمين المتطرف.
وكشف الاستطلاع عن صورة معقدة للوضع في أوروبا. فبينما يحاول ترمب لعب دور الوسيط، يواجه نظرة سلبية واسعة وتراجعاً في الثقة بالولايات المتحدة. في الوقت نفسه، يزداد القلق من توسع الصراع، ويستمر الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وإن كان بدرجات متفاوتة. يبقى السؤال: هل ستنجح جهود ترمب في تحقيق السلام، أم أن صورته السلبية ستعيق هذه الجهود؟ وهل ستتمكن أوروبا من بناء قدرة دفاعية مستقلة؟