في حديث خاص لموقع “فبراير“، شددت الدكتورة أمينة العراقي، الواعظة والطبيبة المتخصصة في الأمراض الجلدية، على أهمية الالتزام بنمط نوم صحي خلال شهر رمضان، مبرزة أن توقيت النوم والاستيقاظ يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والنفسية، نظراً لدور الهرمونات المنظمة لدورة النوم والاستيقاظ.
وأوضحت العراقي أن النوم يمر بعدة مراحل، أهمها مرحلة النوم الحُلم والنوم العميق، مشيرة إلى أن الجسم يعتمد على توازن هرموني دقيق لضبط هذه المراحل. ويعد هرمون الميلاتونين، المعروف بهرمون النوم، أحد العوامل الرئيسية التي تساعد على الدخول في نوم مريح، حيث يبدأ مستواه في الارتفاع حوالي الساعة الثامنة مساءً، ليبلغ ذروته خلال الليل، قبل أن يبدأ في الانخفاض مع حلول الفجر. في المقابل، يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول، المسؤول عن النشاط والطاقة، في الصباح الباكر، ليحفز الجسم على الاستيقاظ والاستعداد ليوم جديد.
وأشارت الطبيبة إلى أن النوم في الأوقات التي يكون فيها الميلاتونين في أعلى مستوياته يساعد على تحقيق نوم عميق ومتوازن، في حين أن تغيير مواعيد النوم والسهر إلى أوقات متأخرة يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة. وأضافت أن النوم المبكر والاستيقاظ المبكر هما الأساس لضبط التوازن الهرموني للجسم، داعية إلى غرس هذه العادات لدى الأطفال للحفاظ على صحتهم ونشاطهم.
وفيما يتعلق بالجانب الصحي للقلب، أوضحت العراقي أن العديد من الأبحاث الطبية تشير إلى ارتفاع معدلات الذبحات الصدرية وأزمات القلب في ساعات الصباح الباكر، وذلك بالتزامن مع ارتفاع مستوى الكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، وارتفاع إفرازات المعدة. وأكدت أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية يكونون أكثر عرضة لهذه النوبات إذا لم يحصلوا على نوم كافٍ أو إذا تعرضوا لاضطرابات في نومهم.
وفي ختام حديثها، أوصت الدكتورة العراقي بضرورة الالتزام بمواعيد نوم منتظمة خلال شهر رمضان، وتجنب السهر لساعات متأخرة، خاصة مع زيادة ساعات العبادة والتغيرات في الروتين الغذائي، مشددة على أن الصحة العامة تبدأ من عادات النوم السليمة التي تتماشى مع إيقاع الجسم الطبيعي.
