قرر دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إحداث مجموعة من التغييرات في ما يخص العلاقات الاقتصادية التي تجمع بلاده مع باقي دول العالم، وذلك من أجل حماية الاقتصاد الأمريكي من العجز التجاري وأيضا وضع المصالح الأمريكية في المرتبة الأولى ضمن أي اتفاق.
وتعيد إدارة ترامب فتح مجموعة من الاتفاقيات لغاية التفاوض بشأنها وتعديلها لتخدم مصالح أمريكا بالدرجة الأولى، حيث أشارت صحيفت “أفريكا أنتلجنس”، الى أن الإدارة الأمريكية تطمح في اعادة التفاوض مع المغرب فيما يخص اتفاقية التبادل التجاري الحر.
ولا يعرف لحدود اللحظة مآل التغييرات التي يمكن أن تطرأ على اتفاقية التبادل التجاري الحر، وفق تصور الرئيس ترامب، هل سيكون هناك توافق أو تصادم، بالرغم من تواجد رغبة مغربية تلتقي مع نظيرتها الأمريكية.
وكل كل المؤشرات الموجودة حالية حسب “أفريكا أنتلجينس”، تبين على إمكانية وجود تصادم بين أمريكا وكوريا الجنوبية بخصوص اتفاقية التبادل التجاري الحر، حيث رفضت سيول إحداث أي تغيير على الاتفاقيات المبرمة، مبررة موقفها بأن التعديل يكون بتوافق الطرفين وليس من طرف واحد.
ووقعت اتفاقية التبادل الحر بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية يوم 15 يونيو 2004 في واشنطن. ودخلت حيز التنفيذ في فاتح يناير 2006. ويشمل نطاق تطبيق هذه الاتفاقية تجارة المنتجات الفلاحية والصناعية وتجارة الخدمات. كما همت الاتفاقية جوانب متعلقة بالعمل والسياسة البيئية والصفقات العمومية وحقوق الملكية الفكرية.
معاملة الاتفاقية للمنتجات الفلاحية:
تتمحور الترتيبات الرئيسية للاتفاقية المتعلقة بالشق الفلاحي حول إدارة وتدبير الحصص، التدابير الوقائية الخاصة، تدابير السلامة الصحية والصحة النباتية وقواعد المنشأ.
عند التصدير من المغرب:
تتفاوت الامتيازات الممنوحة من الولوج بدون رسوم جمركية ابتداء من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، خاصة بالنسبة للنباتات الزهرية والطماطم والفاصوليا والقرع والكليمنتين والعنب والتوت والزيتون المصبر وزيت الزيتون، إلى التفكيك التدريجي للرسوم الجمركية على مدة تصل إلى 18 سنة.
ومنحت في إطار هذه الاتفاقية حصص تصدير التبغ، والقطن، والفول السوداني ومشتقاته، والسكر والمنتجات التي تحتوي على السكر، ولحوم البقر، وبعض مشتقات الحليب ومستحضرات الطماطم، والبصل والثوم المجففين أو على شكل مسحوق. ويخضع السكر وبعض المنتجات المحتوية على السكر لشرط المُصَدِّر الصافي.
عند الاستيراد إلى المغرب:
تنص اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وضع لوائح حسب وتيرة تفكيك الرسوم الجمركية والتي تتراوح مهلة تطبيقها بين 0 و10 سنوات، وتشمل أساسا البذور، والشتائل، الحيوانات الموجهة للإنسال، الأعلاف، الحبوب الزيتية، الزبدة وبعض المواد الطازجة أو المصنعة التي يتوفر المغرب على أفضلية تنافسية بشأنها.
خصت الاتفاقية بعض المنتجات الفلاحية الحساسة بالنسبة للمغرب بمعاملة استثنائية من حيث المعالجة والفترة المخصصة لتفكيك التعريفة الجمركية، والتي تراوحت بين 10 سنوات و25 سنة. وتشمل هذه اللائحة أساسا الحليب ومشتقاته، اللوز، الشعير، العسل، البيض، المحضرات الغذائية، والمنتجات المحتوية على السكر، لحوم الغنم والماعز والقطاني. يخضع السكر وبعض المنتجات المحتوية على السكر لشرط المُصَدِّر الصافي.
وتخضع بعض المنتجات كاللحوم الحمراء والبيضاء، القمح الصلب واللين ومشتقاته، والتفاح واللوز لحصص تعريفية تُمنح حسب مبدأ “القادم الأول المستفيد الأول”، باستثناء القمح الذي يخضع استيراده لإجراء المناقصة.
في سنة 2020، دخلت اتفاقية التجارة الحرة المغربية الأمريكية عامها 15من التنفيذ (انظر الجداول المرفقة المتعلقة بتفكيك الرسوم الجمركية للمنتجات الزراعية الخاضعة للحصص الجمركية لسنة 2020).