شهدت شوارع الرباط صباح اليوم الأحد مسيرة حاشدة جمعت آلاف المتظاهرين الغاضبين، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وللمطالبة بقطع علاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وانطلقت المسيرة وسط هتافات غاضبة رددها المشاركون: “رايحين شهداء بالملايين” و”إدانة شعبية للجرائم الصهيونية”، في وقت تزامنت فيه المسيرة مع أنباء عن قصف مستشفى المعمداني في غزة ليلة أمس.
وقال ادريس الأزمي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، : “هذه مسيرة غضب لنعبر أننا غير راضين عن مواقف دولنا ومواقف الأمة العربية والإسلامية تجاه ما يجري لإخواننا في غزة. نطالبهم بإنهاء أي علاقة مع هذا الكيان الصهيوني المجرم النازي، وأن يضغطوا لكي يعتقوا إخوتهم الذين يعانون من الحرب والجوع والعطش ونقص الأدوية وقصف المستشفيات”.
من جهته، أكد مصطفى الخلفي، القيادي في نفس الحزب، أن المسيرة تأتي “في إطار الحراك الشعبي المتواصل لدعم المقاومة الفلسطينية، والتنديد بكل عناصر الغضب على حرب الإبادة الهمجية الممنهجة التي تقودها آلة الحرب النازية الصهيونية المدعومة من أمريكا والغرب، والمتخاذل معها من طرف المنظومة السياسية العربية الرسمية للأسف الشديد”.
وأضاف المتحدث: “إنها مسيرة ضد التطبيع حتى إسقاطه، هذا التطبيع المفروض استبداديًا والمرفوض شعبيًا، والذي يصنع شرخًا بين الموقف الرسمي والقضية الفلسطينية، وبين الموقف الرسمي والشعب المغربي”.
وشدد المتظاهرون على أن المعركة “طويلة الأمد ومطلوب منا وعي استراتيجي طويل النفس، نحو إجماع شعبي مغربي رافض للتطبيع، رافض لحرب الإبادة، نحو تحرير فلسطين والعودة إلى حارة المغاربة وباب المغاربة في القدس”.
ووجه المشاركون في المسيرة رسالة تحية وإجلال للشعب الفلسطيني ولأهل غزة وللمقاومة الفلسطينية “التي واجهت وتواجه إلى الآن هذا العدو الغاشم الصهيوني بجيشه العالمي الذي لن يطرد الفلسطينيين من أرضهم بإذن الله”.
كما وجهوا رسالة أخرى للدول الغربية التي وصفوها بـ”الاستعمارية” ولفتوا إلى أنه “لما رفعت شعار الديمقراطية والحرية، ظننا أنها تخلت عن ماضيها الاستعماري، لكن هذا النفاق يؤكد اليوم أنها ما زالت على حالها، ولذلك هي تدعم الصهاينة في كل ما يفعلون من إبادة وتطهير عرقي”.
وطالب أوس الرمال رئيس حركة التوحيد والاصلاح الدول العربية والإسلامية بالتحرك قائلين: “الشعوب لم تعد تطيق البيانات والكلام الفضفاض، الشعوب تريد أن ترى أفعالًا في الميدان، تريد أن ترى مبادرات حقيقية لنصرة الفلسطينيين”.
ووجه رسالة شديدة اللهجة للمطبعين قائلين: “كل من يمد يده لمصافحة أي صهيوني تحت أي مبرر، نعتبر يده ملطخة بأشلاء وبدماء أطفال غزة وأطفال فلسطين”.
وأكدت خديجة الصبار، القيادية في مجموعة العمل من أجل فلسطين أن “هذه مسيرة ضمن آلاف المسيرات الوطنية من أجل تحرير فلسطين وإيقاف التطبيع. المغاربة من الشمال إلى الجنوب يناصرون الفلسطينيين من أجل إيقاف هذه المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الحر”.
واختتمت قائلة: “نحن اليوم نقف هذه الوقفة الوطنية الكبيرة وهي ضمن آلاف المسيرات التي قام بها الشعب المغربي لنقول: كفى من التطبيع، كفى من المجازر، كفى من الاعتداء، وليذهب الكيان الصهيوني إلى حيث كان، فمكانه ليس فلسطين الحرة”.