حذّرت النائبة البرلمانية عن مجموعة العدالة والتنمية، سلوى البردعي، من مخاطر انتشار داء السل البقري في المغرب، بعد تسجيل حالات يُشتبه في علاقتها بهذا المرض، مما أثار موجة قلق متصاعدة في صفوف المواطنين، لا سيما عقب تداول معطيات على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن أعراض صحية مرتبطة باستهلاك الحليب غير المبستر.
وفي سؤال كتابي وجّهته إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، محمد أمين التهراوي، طالبت البردعي بالكشف عن التدابير التي اتخذتها الوزارة لمواجهة تزايد حالات السل اللمفاوي، خاصة في ظل ظهور العدوى بين فئات لم تكن تقليديًا مصنّفة ضمن الفئات المعرضة للخطر، وهو ما يطرح، بحسب تعبيرها، تساؤلات حول المسارات المحتملة لانتقال المرض، وفعالية نظام الرصد الوبائي المشترك مع المصالح البيطرية.
ودعت النائبة إلى تنسيق عاجل ومشدّد بين وزارة الصحة ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من أجل تتبع الوضع عن قرب، والتدخل للحد من أي بؤر محتملة للعدوى، مشيرة إلى أن تداخل الاختصاصات بين القطاعين يفرض تعاملاً جماعيًا منسقًا لضمان فعالية الاستجابة الصحية.
كما أثارت البردعي محدودية التوعية الصحية لدى المواطنين بشأن المخاطر المرتبطة باستهلاك منتجات حيوانية غير مراقبة، وخاصة الحليب ومشتقاته، ولحوم الأبقار، إلى جانب ضعف المراقبة على سلاسل التوزيع، مما يجعل من ضبط مصادر العدوى أمرًا بالغ الصعوبة.
وجاءت هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه مواقع التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لأخبار وتحذيرات بشأن أعراض مشبوهة، مثل انتفاخ الغدد في الرقبة، وسط حديث عن إصابة شخصيات معروفة، ما فاقم من منسوب الخوف، خاصة في غياب توضيحات رسمية وافية.
وفي هذا السياق، قدّم الطبيب والباحث في السياسات الصحية، الطيب حمضي، توضيحات طبية، مؤكدًا أن السل غالبًا ما ينتقل من إنسان إلى آخر عبر الهواء، لكنه أشار إلى أن العدوى من الحيوان إلى الإنسان تظل ممكنة، خصوصًا من الأبقار، والماعز، والغنم، عن طريق منتجات ملوثة مثل الحليب غير المبستر.
وأوضح حمضي أن الحيوان المصاب لا يُظهر في كثير من الأحيان أعراضًا واضحة في مراحل مبكرة، مما يجعل الكشف المبكر عن المرض صعبًا، ويزيد من احتمال انتقال العدوى داخل الأوساط الفلاحية.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق حساس، حيث تعيش المملكة تحديات صحية مرتبطة بالرصد البيطري والوبائي، مما يدعو إلى تعبئة مؤسساتية وتوعوية واسعة لحماية صحة المواطنين وضمان سلامة المنتجات الحيوانية المتداولة في السوق الوطنية.