أعلن الدفاع المدني الفلسطيني اليوم السبت 10 ماي 2025، مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تأوي نازحين في حي الصبرة بمدينة غزة شمال القطاع.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بأن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت الخيمة مما أدى إلى “استشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين”، حيث تم انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض.
وروى عمر أبو الكاس، جد الضحايا، تفاصيل مأساوية عن الحادث قائلاً: “ثلاثة أولاد ومعهم أمهم وزوجها، كانوا نائمين داخل خيمة وتم قصفهم… بدون ذنب أو إنذار”. وأظهرت لقطات مصورة مشاهد مؤلمة لأقارب الضحايا وهم ينتحبون بجوار الجثامين التي لفت بأكفان بيضاء مختلفة الأحجام.
ولم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق بشأن هذه الغارة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
تأتي هذه الغارة بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية عسكرية “مكثفة” في قطاع غزة، مع خطط لـ”نقل السكان حفاظاً على سلامتهم” حسب وصفه.
كما كشفت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً عن خطة للسيطرة على قطاع غزة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع المستمر منذ أكثر من 19 شهراً.
وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة التابعة لحركة حماس، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب ما لا يقل عن 52,787 شخصاً، بينهم 2,678 قضوا منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 مارس الماضي بعد هدنة هشة استمرت شهرين.
الجدير بالذكر أن الحرب في قطاع غزة اندلعت عقب هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1,218 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً تم اختطافهم خلال ذلك الهجوم، لا يزال 58 محتجزين في غزة، من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
ويستمر النزوح القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين داخل قطاع غزة مع استمرار القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية. وتشير تقارير إنسانية إلى أن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد نزحوا مرة واحدة على الأقل منذ بداية الحرب، وكثير منهم نزحوا عدة مرات.
وتلقي حادثة استهداف خيمة النازحين في حي الصبرة الضوء مجدداً على معاناة المدنيين الذين يبحثون عن ملاذ آمن وسط النزاع المستمر، حيث أصبحت الخيام والملاجئ المؤقتة الملاذ الوحيد للكثيرين بعد تدمير منازلهم.
وتتواصل المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة، في وقت يستمر فيه الصراع دون أفق واضح للحل.
