استقبال “شعبي”، سيارات دفع رباعية، الحمامة حطت بمدينة العيون، أو بعبارة أخرى، أخنوش في العيون، والحدث لقاء تواصلي للحزب بالمدينة، في ثاني محطات “مسار الإنجازات” الذي أطلقه حزب التجمع الوطني للأحرار.
وسط هذا الاستقبال الشعبي، وفي خضم هذا الحدث، تشتد المنافسة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، في معركة سياسية حاسمة تعكس تحولات مهمة في المشهد السياسي بالصحراء المغربية. حسب مهتمين بالشأن السياسي.
حزب الاستقلال، الذي يهيمن منذ سنوات على رئاسة الجهة بقيادة القيادي حمدي ولد الرشيد، يحاول الحفاظ على نفوذه وسط تحديات اشتدت حدتها مؤخرا، مع “فقدان ثقة المهنيين” بمدينة العيون، مستندا في مقابل ذلك إلى قاعدة انتخابية قوية تسمتد قوتها وارتباطها العميق بالساكنة المحلية التي تعطي أهمية كبرى للقضية الوطنية والوحدة الترابية.
في ذات السياق، يسعى حزب الأحرار بقيادة عزيز أخنوش إلى “اقتحام” هذا القلعة السياسية عبر تعزيز تحالفاته مع شخصيات مؤثرة محلياً، مثل محمد الجماني، ورجال أعمال لهم وزن اقتصادي، ما يعكس محاولة لإحداث توازن جديد في المشهد السياسي بالمنطقة.
وعقب عقد حزب الأحرار مؤتمره الجهوي يوم السبت 17 ماي 2025، بالعيون، أكد أخنوش أن الحزب يسير على الطريق الصحيح في تنزيل المشاريع التنموية والاجتماعية، مستعرضاً إنجازات حكومته في مجالات محاربة الفقر والهشاشة، ودعم التعليم والصحة، ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
هذا المؤتمر، رغم ما رافقه من احتكاكات مع وسائل الإعلام، يعكس رغبة الحزب في تعزيز حضوره عبر التواصل المباشر مع المواطنين ضمن ما يسمى بـ”مسار الإنجازات”، وهو ما يعتبره مراقبون تحضيراً لانتخابات حامية الوطيس، على الرغم من نفي قادة الحزب التحضير لانتخابات قبل آوانها.
وهل سينجح حزب الأحرار في إزاحة حزب الاستقلال من موقعه التقليدي في الصحراء؟ الجواب ليس سهلاً، فالمشهد السياسي في الجهة لا يخضع فقط للبرامج السياسية، بل يتداخل مع عوامل قبلية واجتماعية عميقة، حيث تلعب العائلات السياسية دورا محوريا في تحديد موازين القوى، كما أن الانتخابات المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا لمدى شفافية ونزاهة العملية الانتخابية، خاصة في ظل الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي الذي يشكل الإطار السياسي الجديد للمنطقة.