المهداوي: رفضوا استدعاء الشاهد اوزين وأنا اللي غادي نمشي للحبس
“أنا اللي غنمشي للحبس في الآخر…” بهذه الكلمات المؤثرة، اختصر الصحفي حميد المهداوي وضعه الراهن في مواجهة القضاء. كلمات تنم عن إحساس عميق بالظلم، وشعور بأن مصيره بات محسومًا، بينما يرى كل من حوله يعود إلى حياته، هو وحده من سيدفع الثمن. صرخة مدوية تطالب بمحاكمة عادلة، لا تقتصر على الشكل، بل تتجاوزه إلى الجوهر، محاكمة يشعر فيها بأنه صحفي يمارس مهنته، لا مجرم تجب معاقبته.
المهداوي، وفي تصريحه لموقع “فبراير.كوم”، يرى في نفسه الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، موجها نداءً للقضاء، راجيًا أن يتمتع بحقوقه كاملة، وأن لا يتم تجاهل الأدلة التي تثبت براءته.
و يستغرب الصحفي إصرار النيابة العامة على منع استدعاء الشهود، وعلى رأسهم محمد أوزين، الوزير السابق، الذي يرى فيه المهداوي مفتاحًا لكشف الحقيقة. لماذا يتم حرمان الدفاع من أدواته؟ ولماذا يتم التعامل مع قضيته بهذه الطريقة؟ أسئلة تتردد في ذهن المهداوي، وتدفعه إلى التساؤل عن جدوى هذه المحاكمة. على حد تعبيره.
المهداوي يرى في استدعاء أوزين ضرورة حتمية لإظهار الحقيقة، فهو من نقل عنه المعلومة التي أثارت الجدل، وبالتالي، فإن شهادته قد تقلب الموازين، وتثبت براءته. لكن، يبدو أن هناك إصرارًا على تجاهل هذا الشاهد، وعلى حرمان المهداوي من فرصة الدفاع عن نفسه.
لم يتردد حميد في الإشادة بالقاضي السعداوي، الذي يرى فيه قاضيًا متفهمًا لطبيعة عمل الصحافة، وقادرًا على محاكمة الصحفي كصحفي، لا كمجرم. لكن، هذا لا يمنع المهداوي من التعبير عن قلقه من الجو المشحون الذي يحيط بالمحاكمة، ومن الضغوط التي تمارس على القضاء.
وأكد المهداوي أن قضيته ليست شخصية، بل هي قضية رأي عام، وقضية حرية تعبير. إنه يدافع عن حق الصحفي في نقل المعلومة، وفي التعبير عن رأيه، دون خوف أو ترهيب.