مع حلول فصل الصيف وارتفاعه القياسي في درجات الحرارة عبر مناطق متعددة بالمغرب، تتعاظم المخاوف من تكرار حوادث لدغات العقارب والأفاعي، التي تجد في هذا الفصل بيئة مثالية للخروج من جحورها بحثا عن أماكن أكثر برودة.
وتتركز هذه المخاطر بشكل خاص، حسب خبراء، في القرى والمناطق شبه القروية، حيث تتواجد هذه الزواحف بكثافة أكبر، مما يجعل السكان المحليين في مواجهة مباشرة مع هذا الخطر الموسمي.
ويسجل المغرب سنوياً أكثر من 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وحوالي 350 حالة تسمم بلدغات الأفاعي، مع تسجيل وفيات خاصة بين الأطفال وكبار السن بسبب سرعة تأثير السموم وصعوبة الوصول للعلاج في المناطق النائية
وأكد خبراء الصحة وباحثون في المغرب أن سموم الأفاعي والعقارب تشكل خطراً صحياً وبيئياً متزايداً، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ما يؤدي إلى زيادة حالات التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية والقروية
وفي السياق نفسه، أشار خبراء من “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة” إلى أن غياب الأمصال المضادة لسموم العقارب يمثل مشكلة كبيرة، حيث لم يعد يُستخدم مصل العقارب لعدم فعاليته، بينما يتم توفير مصل الأفاعي فقط في بعض المستشفيات، وغالباً ما يكون الوصول إليه صعباً في المناطق القروية.
وشددت وزارة الصحة على أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج مثل ربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط السم أو استخدام الأعشاب، غالباً ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ويزيد من خطر الوفاة.
وينصح الخبراء بعدم اللجوء إلى الطب التقليدي في حالات التسمم، والتعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مركز صحي لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة.
وتوصي وزارة الصحة باتخاذ تدابير وقائية مثل عدم إدخال الأيدي في الجحور، وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة، وفحص الملابس والأحذية قبل ارتدائها، خاصة في المناطق المعروفة بانتشار هذه الزواحف
وإلى جانب التدابير الفردية، تبرز أهمية التوعية المجتمعية كعنصر محوري في تعزيز ثقافة الحذر والوقاية داخل الأسر والمجتمعات المحلية. فرفع مستوى الوعي بكيفية تجنب اللدغات، والتعرف على أعراضها، والإلمام بالإسعافات الأولية الصحيحة، يشكل خط دفاع أول لتقليل المخاطر وحماية الأرواح، خاصة مع استمرار موجات الحر التي قد تدفع بالمزيد من هذه الكائنات الخطرة إلى الاقتراب من التجمعات السكنية.
وتبقى الوقاية حجر الأساس في هذه المعادلة، حيث أن تجنب اللدغات هو الهدف الأسمى. ويشمل ذلك اتخاذ تدابير استباقية كتنظيف محيط المنازل من الأعشاب والحجارة المتراكمة، وسد الثقوب والشقوق في الجدران، وتجنب المشي حافي القدمين أو بإنارة خافتة ليلاً في المناطق التي يُشتبه بوجود هذه الزواحف فيها.