وائل جسار في موازين: الفن رسالة.. وأخشى على الأجيال القادمة من “الانحدار”
كشف النجم اللبناني وائل جسار أمام الصحافة المغربية على هامش مشاركته في مهرجان موازين، عن سعادته العارمة بالعودة إلى جمهور يعتبره صاحب ذوق رفيع.
ورغم فرحته بنفاذ تذاكر حفله بالكامل، وهو ما اعتبره دليلاً على أنه يسير في “الطريق الصحيح”، لم يتردد جسار في دق ناقوس الخطر حول ما يشهده المشهد الفني من “انحدار”، مؤكداً أن الفن بالنسبة له رسالة تتجاوز حدود الترفيه.
انطلق جسار من قناعته بأن الفنان يحمل مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع، معرباً عن قلقه العميق من انتشار “أعمال هابطة” يروج لها البعض، وهو ما يشكل “خطراً” على الأجيال القادمة التي لم تنشأ على فن العمالقة. وأوضح قائلاً: “أنا لست ضد التطور أو المواهب الجديدة، بل أمد يدي للجميع، ولكني أخشى من بعض المتعدين على الفن الذين يقدمون محتوى غير مفهوم”. وبهذا، شدد على ضرورة الحفاظ على رقي الكلمة واللحن، بعيداً عن السعي وراء الشهرة عبر مبدأ “خالف تُعرف”.
وفي سياق حديثه عن الروابط الفنية، تطرق إلى الأغنية المغربية التي وصفها بـ”الجميلة جداً”، مؤكداً أنه يتشرف بتقديم عمل بهذه اللهجة، لكنه يتردد بسبب صعوبة إتقان مفرداتها بالدقة المطلوبة.
وأثنى على نجاح فنانين مثل أسماء المنور وسعد لمجرد في نشر الأغنية المغربية عالمياً، مذكراً بأنه كان من أوائل الداعمين لهذا الانتشار قبل نحو عشرين عاماً، إيماناً منه بضرورة وصول هذا الفن إلى كل أرجاء الشرق الأوسط.
كما عرج جسار في حديثه على جوانب أكثر شخصية في مسيرته، مؤكداً أن الفنان هو انعكاس لرسالته وتجاربه. واستشهد بألبومه الديني “في حضرة المحبوب” الذي كان خطوة جريئة وخوضاً لتجربة غير متوقعة حققت نجاحاً كبيراً.
وفي لحظة بوح مؤثرة، كشف عن الأغنيات التي تركت بصمة في حياته، فاعتبر “مشيت خلاص” هي أغنية “وش السعد” التي غيرت مساره، بينما كانت أغنية “يوم زفافك” هي تلك التي “جرحته” وغناها من عمق تجربة شخصية أليمة.
واختتم وائل جسار لقاءه بالتأكيد على أن بوصلته الفنية كانت وستظل موجهة نحو الجمهور، فالأولوية هي تقديم فن يحترم عقل وذوق المستمع، وليس إرضاء الذات فقط. وبهذه الرؤية الواضحة والالتزام الراسخ، يستعد جسار للقاء جمهوره في موازين، حاملاً معه ليس فقط صوته، بل رسالة فنية متكاملة تدافع عن أصالة الفن وقيمته.