يقول عبد الواحد الراضي إن الملك الحسن الثاني قد استدعى عددا من النواب لقصر فاس، في سياق لقاءه بلجنة الحكماء حول القضية الوطنية، والتي كانت قد عينتها منظمة الوحدة الإفريقية بعاصمة ليبيريا، وحضرت لجنة الحكماء إلى المغرب، وكان عليها أن تعقد اجتماعا مع أعضاء المجلس الوطني للأمن، والذي أسسه الملك الحسن الثاني سنة 1979، يترأسه بنفسه، ويحضره ممثلي الأحزاب السياسية، حيث كان عبد الرحيم بوعبيد وعبد الواحد الراضي يمثلان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
يقول عبد الواحد الراضي:«دعانا جلالة الملك إلى الاجتماع، واستقبلنا في الساعة السادسة مساء في القصر الملكي في فاس، ثم بدأ بإخبارنا بأن الاجتماع مع لجنة الحكماء أُجل إلى يوم الغذ، وأن علينا قضاء الليلة تلك في فاس».
ويضيف الراضي:«سألنا الملك هل اتخذنا احتياطاتنا فحملنا معنا لوازم النوم والملابس التي قد نحتاج إليها عند الضرورة؟ وبما أننا أجبنا جميعا بـ(لا)، أضاف قائلا:« لم تحتاطوا إذن، في المرحلة الاستعمارية، كان الزعماء الوطنيون دائما يتوفرون على حقيبة جاهزة تحتوي حاجياتهم بما فيها بعض الألبسة الساخنة حتى في الصيف في حالة ما إذا تم توقيفهم فجأة لسبب أو لآخر ولوقت قد يطول، واليوم، ينبغي عليكم دائما أن تكون حقيبتكم جاهزة، فعندما ينادى عليكم لا تعرفون لماذا، والحال أن المثل المغربي يقول : لا تثق في ثلاثة: البحر، والنار، والمخزن (الدولة)».
هكذا كان المرحوم الحسن الثاني يتصرف بروح دعابة كان كان يريد أن يضفي على الأجواء طابعا مريحا ويسهل الحوار، يقول عبد الواحد الراضي، ثم يضيف:«كان ذلك أحد أبعاد شخصيته المتعددة المميزة لطبعه وحسه المتفكه».
