أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، اليوم الخميس بالرباط، أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في حاجة إلى تنزيل برنامج محين يخص التوعية والتحسيس في مجال مكافحة هذه الآفة.
وأبرز الوزير في كلمة افتتاحية خلال ترؤسه، إلى جانب رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، محمد بشير الراشدي، أشغال الاجتماع التنسيقي الخاص بالبرنامج التاسع “التواصل والتحسيس” من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، أهمية هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الاجتماعات الرامية إلى التداول بشأن المشاريع المقترحة ضمن البرامج العشرة للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، ولاسيما تلك المتعلقة بالحملات التواصلية والتحسيسية لفائدة عموم المواطنات والمواطنين بخصوص القضايا المتصلة بمكافحة الفساد.
واستعرض الأعرج أهمية هذا البرنامج وراهنيته، مضيفا أن الأطراف المعنية ستعمل على تنزيل هذا البرنامج الذي يخص التحسيس والتوعية باستثمار المكتسبات الدستورية والمخطط العملي الذي تضمنه البرنامج الحكومي في مجال مكافحة الفساد.
وأضاف الوزير أن قطاع الاتصال، باعتباره منسقا لهذا البرنامج، سيعمل على إعداد خطة تواصلية لفائدة المواطنين حول السياسات والمبادرات الوطنية المرتبطة بمكافحة الفساد، كما سيعمل قطاع الثقافة، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، على تنظيم حملات تحسيسية ومسابقات وطنية إبداعية من أجل تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد عبر الأنشطة الموازية.
وشدد على ضرورة تسريع وتيرة تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من خلال مقاربة تشاركية وتشاورية مع الفاعلين الرئيسيين في هذا البرنامج، مشيرا إلى أن وزارة الاتصال ستعمل على إحداث وحدة داخل الوزارة تعنى بالتحسيس والتواصل والتوعية بمكافحة هذه الآفة، باعتبارها آلية عملية وتنفيذية تنزيلا لهذا المقتضى الوارد في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.
كما أكد الأعرج على ضرورة انخراط كافة الفاعلين في مسار تفعيل وتسريع إنجاز مختلف المشاريع التي يتضمنها البرنامج التاسع، اعتمادا على مقاربة حكاماتية ملائمة.
من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها إن هذه الاستراتيجية تعد أول الأوراش التي انكبت الهيئة على تقييمها وتجويدها وإعادة النظر في الهيكلة بهدف إعطائها قابلية أكثر للتنفيذ وللتأثير على واقع المواطنين بصفة خاصة وعلى الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين بصفة عامة.
وأضاف بشير الراشدي أنه بعد تقديم الورقة التأطيرية، خلال الاجتماع الثاني للجنة الوطنية المنعقد يوم 15 فبراير 2019 في إطار اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، جرى تنظيم سلسة من الاجتماعات لضبط المضامين وإعطاء دينامية جديدة من أجل الوصول إلى الأهداف التي سطرتها الهيئة وخصوصا “التأثير على واقع المواطنين”.
يذكر أن الورقة التأطيرية لرئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها تضمنت تحليلا وتقييما للحصيلة المرحلية للاستراتيجية، ومراجعة حكامتها، وتحديد خطط العمل برسم سنة 2019، والمشاريع ذات الأولوية.