أشعل إقدام شرطي أمريكي أبيض البشرة بقتله لمواطن أمريكي أسود البشرة فتيل الغضب والاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية، ليعود موضوع العنصرية التي رسخها الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى الواجهة.
“من فضلك من فضلك لا أستطيع التنفس، بطني يؤلمني، رقبتي تؤلمني، كل شيء يؤلمني” بتلك الكلمات وجه المواطن الأمريكي “جورج فلويد” البالغ 46 عاما، والذي يعمل حارسًا في أحد المطاعم، استغاثته لرجل الشرطة صاحب العرق الأبيض، الذي كان يجثو على رقبته بركبته مانعًا إياه حتى من التنفس، ليلقى مصرعه بعد دقائق خنقًا.
إقدام الشرطي على خنق فلوريد جاء للاشتباه بأنه كان يريد ترويج عملة ورقية مزورة بقيمة 20 دولاراً، حيث سجلت كاميرات الهواتف الذكية الحادثة البشعة، وسُمع صوته على تسجيل فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
احتجاجات غاضبة في عدد من الولايات بأمريكا يقودها الزنوج ويهتفون بضرورة أخذ حق “فلوريد” من الشرطي، دفعهم لمهاجمة الشرطة وحرق مقرهم بمدينة منيابوليس مكان مصرع “فلورد”.
وفي صور تداولها مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، وثقت انحناء عدد من رجال الشرطة الأمريكيون على ركبهم وهم يقدمون اعتذارهم على ما قام به زميلهم من خلال جريمة قتل فلوريد.
مغردون مغاربة قارنوا بين انحناء الشرطة الأمريكية وتقديم اعتذارها على واقعة أشعلت لهيب العنف والشغب احتجاجا على قتل فلوريد، بالطريقة البشعة التي قُتل بها المغربي محسن فكري الذي راح ضحية “لطرف خبز”، قبل أن تندلع اجتجات حراك الريف.
. هذا الحادث أشعل احتجاجات الريف سنة 2017 وخرج مواطنون يطالبون بإصلاح الأوضاع الاجتماعية بالحسيمة حيث اعتقل على إثرها عدد كبير ممن قادوا الاحتجاج وحصلوا على عقوبات سجنة وصلت 20 سنة.
ولا زالت تداعيات احتجاجات الريف سارية ليومنا هذا بمطالبات حقوقية وسياسية بإطلاق سراح المعتقلين في الوقت الذي لم تقدم فيه السلطات اعترافا بأن قتل محسن فكري كان خطأ يتلقى مرتكبوه عقوبات سجنية.
وبالعودة لحدث قتل فلوريد، فقد تدخل كذلك الرئيس الأمريكي لتهدئة الوضع وغرد بأنه طلب من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في القضية، قائلًا: “مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يجريان بالفعل، بطلب مني، تحقيقًا في وفاة جورج فلويد المؤسفة جدًا، والمأساوية في منيابوليس، وطلبت الإسراع بهذا التحقيق، وأنا ممتن جدًا لكل ما بذلته سلطات إنفاذ القانون المحلية من جهد”.
وعلى ما يبدو فإن تغريدة الرئيس دونالد ترامب لم تسهم في إطفاء لهيب الاحتجاجات بولايات عدة في أمريكا قادها مواطنون من من ذوي البشرة السمراء، حيث اندلعت أعمال نهب مساء أمس الأحد في جنوب ولاية كاليفورنيا واخترقت شاحنة مسيرات في منيابوليس واشتبك متظاهرون مع الشرطة في بوسطن وواشنطن العاصمة، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لاحتواء احتجاجات فوضوية بشأن التمييز العرقي وأساليب الشرطة.