الرئيسية / نبض المجتمع / الشعبي يعدد لـ"فبراير" أسباب رفض بعض المغاربة التفاعل مع "الميكروطرطوار"

الشعبي يعدد لـ"فبراير" أسباب رفض بعض المغاربة التفاعل مع "الميكروطرطوار"

نبض المجتمع
إكرام بختالي 20 مارس 2021 - 14:00
A+ / A-

مشغول، ينتظرني أحد، اعتذر لا استطيع، حجج كثيرة أصبحت تتردد على مسامع الصحفيين، كلما طلبوا من المواطنين في الشارع العام، التعبير عن رأيهم بخصوص قضايا مجتمعية، خوفا من التحول إلى مادة دسمة في المنصات الاجتماعية.

يُعرف إبراهيم الشعبي، خبير إعلامي، الـ”الميكروطرطوار” بكونه “تقنية صحفية تسمح بتوقيف مواطنين في الشارع العام للتعبير عن رأيهم في قضية ما، وعادة ما يكون السؤال واحدا للعديد من المواطنين، وقد يكون السؤال مغلقا أو مفتوحا، وغالباً ما يستعمل في الإذاعة أو التلفزيون واليوم أصبح يستخدم في الصحافة الرقمية لتقوية مادة إعلامية أو جنس من الأجناس الصحفية”.

وأضاف الشعبي أن “الميكروطرطوار أتى من صيغة قديمة جدا، لها مئات السنين، إن لم نقل قرون، وهي صيغة باللاتينية تعني “صوت الشعب”، كان يستعملها رجال الدين والسياسيين في بعض الأحيان”.

لكن نلحظ في مجتمعنا الحالي أن بعض المواطنين أصبحوا يتهربون من “الميكروطرطوار”، لذلك نطرح سؤال الأسباب والعوامل المؤدية إلى هذه التغييرات ؟

يجيب الدكتور إبراهيم الشعبي، بأن “رفض بعض المواطنين التفاعل مع “الميكروطرطوار”، راجع إلى عدة عوامل أهمها أن “الظاهرة جديدة على المغاربة ومستوردة من الصحافة الفرنسية”.

ويضيف الدكتور الشعبي أن “الميكروطرطوار يفاجئ المواطن، وعنصر المفاجأة يضعه في حرج، لذلك يتهرب البعض من الجواب خاصة إذا كان لا علاقة لهم بالموضوع المطروح، ولكن هناك بعض الاستثناءات، التي يمكن أن تتغلب على الإحراج وتتفاعل مع أسئلة الصحفيين”.

ويرى أستاذ مادة “تحليل الأحداث” بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن “المواطن المغربي بطبيعته محافظا، قد يعبر بشكل حر بالكتابة أو الصورة أو أي شكل من أشكال التعبير، بمفرده أمام الحاسوب في المنزل، وقد لا يعبر في الشارع العام”.

واعتبر أن “الموروث الثقافي والتعليمي لم يكونا يساعدان على التعبير، ففي المدرسة عندما كان الأستاذ يطرح سؤالا، لم يكن يجيب أحدا، هذا لا يعني أن التلاميذ لا يعرفون الأجوبة، لكن لا يستطيعون أن يتكلموا، وهذا الموروث استمر مع بعض المواطنين حتى سنوات متقدمة”.

وسجل رئيس المركز الوطني للإعلام و حقوق الإنسان أن “بعض الفترات الصعبة، التي مر منها المغرب، أبرزها فترة “سنوات الرصاص”، قد لا تسمح للمواطنين التعبير عن آرائهم بحرية في الشارع العام، ولم تكن لنا عادة في التعبير الحر والمفتوح الشارع العام، وبالتالي هامش الحرية كان ضيقا وضعيفا”.

“لكن في أواسط تسعينيات القرن الماضي، بدأ هامش الحرية يتطور، ليس عند المواطنين بل عند الصحفيين أيضا، خاصة مع بداية العهد الجديد، وبروز المفهوم الجديد للسلطة، حيث بدأت تظهر الصحافة الحرة إلى جانب الصحافة الحزبية والحكومية”، يردف المتحدث ذاته، ثم يفسر أن “التطورات التقنية والتكنولوجية ساهمت في انفتاح كبير على الرأي الآخر، وسمحت للمواطنين بالتعبير بشكل أو بآخر عن آرائهم”.

وأوضح الشعبي أن “صاحب الميكروطرطوار يجب أن يختار الأماكن المناسبة، لأنه لا يمكن أن تطرح سؤالا علميا في مكان شعبي، وبالتالي اختيار المكان له أهميته، فهناك أسئلة يمكن أن تطرح في الأسواق الشعبية للمواطن البسيط، وهناك أسئلة يمكن أن تطرح أمام الجامعات حيث الطلبة منفتحون نسبيا ويمكن أن يعبروا عن رأيهم بكل طلاقة”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أن “التعبير في الشارع العام رهين بتوسيع هامش الحرية والديمقراطية، لكن للأسف الشديد رغم التطورات الكبيرة، خصوصا في المنصات الاجتماعية، مازالت هناك العديد من الإكراهات على مستوى الحرية والتعبير”، لافتا إلى أن “إذا كان الصحفي لا يستطيع التعبير بالشكل الذي يريد رغم حمايته بقوانين عدة، فلا يجب أن ننتظر من المواطن أن يكون أكثر جرأة وانفتاحا وشجاعة”.

وختم الدكتور الشعبي حديثه مع فبراير: “الوضع الحالي هو أحسن من وقت لم تكن فيه لا “ميكروطرطوار” ولا رأي ولا تعبير نهائيا، ولا يمكن القول أن لا شيء تحقق، بل أشياء كثيرة تحققت، وعدم إيجاد الصحفي للشخص المناسب، لا يعني أن جميع المواطنين يتهربون من التعبير عن رأيهم في الشارع”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة