لماذا هذا الاحتفاء بالمواطن الفقير من مدينة ورزازات، والذي أهدى خبزة مجانية لسائحتين، عملتا على تصويره ونشر الفيديو في شبكات التواصل الاجتماعي؟ يتساءل الكاتب عبد العزيز العبدي بحس لا يخلو من نقد ساخر وقراءة لما وراء صورة المغربي الطيب والمنسي خلف الجبال.
حيث أكد في نفس التدوينة على ضرورة التمييز بين نوعين من التعاطي مع هذا الفيديو/الحدث… التعاطي الخارجي، محيط السائحتين، الأوربيون ، وغيرهم من سكان العالم، الذين يرون في هذا المواطن/الانسان نوع من البدائية التي تعني في لاوعيهم أصالةالانسان بشكل عام، فطرته على الخير، غير ملوثة بتلويناتها الحضارية، سواء على مستوى القيم : قيمة الكرم، التقاسم، أو على مستوى النزوعات الفردية، التواصل العابر للغة، المرافقة، الضيافة وغيرها… هي رؤية كولونيالية رغم كل مسحة الايجابية التي طبعتها…
التعاطي الداخلي، فيه نوع من القفز على ما يؤطر الفيديو من بؤس تعكسه المناظر الطبيعية الخارجية: امتداد لتربة قاحلة وحمراء، غياب بنية طرقية حديثة، المواصلة عبر الحمار، ونوع المهمة التي يؤديها: امداد المؤونة للاب الراعي في ظروف جد صعبة ، الوعي الجمعي يحتفي بكل هذا البؤس، عبر تمثل خطاب الكرم والاقتسام ، وهو تمثل يعبر عن انسلاخ من الواقع المغربي البئيس لتقاسم وجهة نظر الكولونيالية، مع ملاحظة أن الاقتسام يقع على ما هو دون قيمة اقتصادية فعلية : خبزة… تتأزم وضعية هذا التمثل حين نعتبر الفيديو، وبطله، مروجا للسياحة في المغرب،نوع من دعوة الاخر المتفوق ليتفرج على بؤسنا وفقرناوسذاجتنا ونحن نقتسم رغيف الخبز دون مقابل… الفيديو في مجمله كان مأساة بامتياز…
