خرج مئات عمال الشغل بقطاعات مختلفة، في مسيرات احتجاجية كبيرة بمختلف شوارع مدينة العيون، بالصحراء المغربية، في اليوم العالمي للعمال الذي يصادف 1 ماي من كل سنة، مطالبين بالاستجابة لمطالبهم التي وصفوها بـ”المشروعة”، والتراجعات التي طالت مكتسباتهم في ملفات حيوية مثل السكن والتغطية الصحية والتقاعد. بحد تعبيرهم.
وأكد نقابيون بقطاع الفوسفاط، أن إدارة مجموعة المعادن التابعة للقطاع، تقصي النقابات الحرة من أي حوار اجتماعي، متجاهلة حقها في التفاوض المكفول بالمواثيق الوطنية والدولية. ووصف المحتجون هذا الإقصاء بأنه “مس خطير بالحقوق والمكتسبات” و”ضرب صارخ للديمقراطية والقوانين”.
ورفع المحتجون شعارات قوية تندد بـ”المبررات الواهية” التي تقدمها إدارة الشركة لإقصاء النقابات الحرة، مطالبين بإشراكها في كافة القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل القطاع والعمال.
كما انتقد العمال بشدة التراجعات الخطيرة في ملف السكن، حيث لا تزال الآلاف من العائلات العاملة في القطاع تعاني من أزمة سكنية خانقة، بسبب عدم وفاء الشركة بالتزاماتها في توفير سكنات لائقة لموظفيها وعمالها.
أزمة التغطية الصحية أيضا كانت محط احتجاج العمال، حيث أشاروا إلى مأساة عدد من زملائهم الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا بمضاعفات خطيرة جراء الحرمان من تغطية صحية جيدة، نظرا لدخلهم المتواضع.
أما قضية التقاعد، فقد طالب العمال بإصلاح عاجل لصناديق المعاشات التقاعدية لضمان حقوق المتقاعدين الحالية والمستقبلية، محذرين من تكرار سيناريو عام 2022 حينما حاولت الحكومة فرض إصلاح انفرادي يلغي العديد من الامتيازات والمكتسبات.
ولم تكن قضايا العمال الداخلية هي الوحيدة التي طغت على احتجاجاتهم، إذ رفعوا أيضا شعارات تضامنية مع القضية الفلسطينية، وهو ماعبرت عنه الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، مستنكرين الهجمات “الصهيونية” والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما عبرت الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، عن تضامنها مع الطلبة المتضامنين مع فلسطين داخل الجامعات الأمريكية، الذين يتعرضون للاضطهاد والحرمان من حرية التعبير بسبب مواقفهم السياسية.
في الشق المطلبي المحلي، طالب عمال قطاع الإنعاش الوطني بتحقيق عدد من المطالب العالقة، في مقدمتها تعويضات عن حالات الوفاة وإدماجهم في الوظيفة العمومية وتوفير التغطية الصحية المجانية، إضافة إلى تحسين الأجور وتوفير السكن اللائق.
كما طالب العمال الإدارة برفع الحيف والتعسف الذي تمارسه ضد المناضلين النقابيين، ومنحهم التراخيص الإدارية اللازمة لاجتياز المباريات الخاصة بالتعليم العالي والمؤسسات العمومية الأخرى.
وفي ختام المسيرات الاحتجاجية، أكد نقابيون أن يوم العمال هذا العام كان فرصة لإحياء المطالب العادلة للعمال وإعلان الاستعداد للمواجهة من أجل انتزاع الحقوق التي وصفوها بـ”المشروعة”.
