الرئيسية / نبض المجتمع / " النقلة" والتلميذ "الغشاش".. مسؤولية من : المدرسة أم التربية؟

" النقلة" والتلميذ "الغشاش".. مسؤولية من : المدرسة أم التربية؟

الغش
نبض المجتمع
نهيلة بلفضيل 27 يونيو 2022 - 11:30
A+ / A-

على أحر من الجمر، ينتظر المجتازون لامتحانات الباكالوريا نتيجة حصادهم الدراسي، منهم من كد وجد، ومنهم من تطاول على الغش بأحدث  الطرق، بل ومفتخرا أمام الملأ.

حالة من الذهول أصابت كل من شاهد تصريحات التلاميذ، منذ أول مادة اجتازوها، تصريحات قوية وداعمة، برر من خلالها هؤلاء التلاميذ ظاهرة “الغش” .

وفي هذا الخصوص، صرح د. محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، بأنه “يجب أولا تأطير الموضوع في سياقه الحقيقي، فنموذج هؤلاء “الغشاشة” لا يمثل التلاميذ المغاربة الذين كانوا ولا زالوا مستمرين  في العطاء وممتنين لما قدموه لهم أساتذتهم، وخير دليل هي النقاط المشرفة التي يحصل عليها التلاميذ المغاربة وأعلى المعدلات محليا ودوليا”.

وتابع بنزاكور في حديثه مع “فبراير”: “نموذج “الغشاشة” الذين يتباهون بالغش في الامتحان معلنين عنه بكل افتخار، مهددين وناكرين لجميل الأساتذة، وعلى أنهم لم يتساعدوا معهم من أجل تمرير الغش، هذا النموذج هو الذي تحاربه كل المجتمعات بدون استثناء بما فيهم المغرب”، فمثل هؤلاء يتحدون كل القيم المؤسسسة للمجتمعات، بل ويتحدون أيضا ما نسميه بالنظام داخل الدولة، والذي ينتج عن أعمال الشغب والتخريب”.

وشدد بنزاكور بالقول على ضرورة المعاقبة القانونية في حالة ثبوت الغش، حيث قال :”إن الظاهرة بدأت في التفشي بشكل متفاقم وخطير في المجتمع”.

وعن التصريحات الإعلامية للتلاميذ الذين أعلنوا عن غشهم في الامتحان، أجاب : “هناك بعض المنابر الصحافية التي تمرر وتبث مثل هذه التصريحات بشكل عادي، وهو أمر خطير لأنها بذلك تزكي الموقف تحت دريعة “البوز” وكسب المشاهدات، على حساب القيم والمبادئ ونزاهة المهنة”، مؤكدا على أن مستقبل أي دولة هو التعليم، فلا يحق لنا أن نحط من قيمته، على حد تعبيره.

فيما أوضح ذات المتحدث على أن المسؤولية وراء ذلك “يمكن قراءتها من الناحية النفسية والسوسيولوجية، فالكل مسؤول مادام أولئك التلاميذ هم نتاج منظومة فاشلة على المستوى الأسري التربوي، فالأسرة أصبحت اليوم لا تستطيع تأدية وظيفتها وهناك عدة نماذج على ذلك”.

واستدرك بالقول : “نتحدث هنا عن الأسر الهشة والفقيرة جدا، لكن ليس السبب هو الفقر بل الظروف التي تعيش فيها الأسر التي لا تؤهلها لتخصص ما يكفي من الإمكانيات والوقت والمعرفة لتربية أبنائها، اذا الظرفية الاجتماعية الطبقية تفرز مثل هذه السلوكات، صحيح أن الأسرة مسؤولة، وصحيح أيضا أن الاستراتيجيات السياسية الاقتصادية تلعب أيضا دورا في ذلك”.

وأشار أستاذ علم النفس الاجتماعي إلى أن المسؤولية تتحملها أيضا بعض الأطر التعليمية، التي تقبل بمثل هذه التجاوزات بل والتشجيع عليها بطريقة غير مباشرة، وغالبا ما يكون الدافع وراء ذلك هو الخوف، فقد أصبحنا في عصر يعنف فيه الأستاذ، ويخاف من تعرض التلميذ له حتى خارج فصول الدراسة”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة