تعيش مخيمات تندوف، في الآونة الأخيرة حالة من الفوضى وعدم الإستقرار، بسبب تزايد توتر الأوضاع داخل المخيمات، وآخرها قيامُ شبانٍ ينتمون لقبيلة “الركيبات السواعد” بإضرامِ النيران في النادي الذين يطلقون عليه اسم “نادي ولاية السمارة” وهو مكانٌ يستعملُه الانفصاليون لتدريبِ الأطر، كما يحتضن أنشطة أخرى منها السهرات الفنية.
وفي اتصال أجراه موقع “فبراير” مع محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أوضح أن “الأحداث التي تعيشها مخيمات تندوف تكشف عن حالة التفكك والضعف التنظيمي لقيادات البوليساريو، نتيجة الوضع الإجتماعي المحتقن والمتأزم لمحتجزي المخيمات”.
وأبرز في نفس الصدد أن “العناصر القيادية للبوليساريو تغتني وتراكم الثروة من خلال الإتجار في المساعدات الدولية، وتهريبها مما يخلق نوعا من الإحتقان داخل المخيمات”.
وأردف المتحدث ذاته أن عناصر قيادة البوليساريو، وفي ظل تراجع خطابها السياسي، باتت تحتمي بعصابات الجريمة المنظمة في مواجهة المواطنين، مما أدى إلى حالة من تزايد الخلافات، خصوصا كون هذه العصابات تستمد قوتها من الطابع القبلي (القبيلة).
وتابع محمد سالم في معرض حديثه أن “ساكنة المخيمات عاشت منذ عقود على وقع الخوف والترهيب، إلا أنهم الآن باتوا يخرجون للعالم ويطالبون بحقوقهم المشروعة، الإجتماعية، والإقتصادية، والسياسية، الأمر الذي دفع بقيادات البوليساريو إلى تضييق وخنق ساكنة هذه المناطق”.
وجوابا على سؤال الحريات السياسية والنقابية بالمخيمات قال محمد سالم عبد الفتاح إن الأحزاب والجمعيات محظورة بمخيمات تندوف وبالتالي فلا سبيل للنظام بالنسبة للمواطنين، الذين يبحثون عن حرية التعبير.
جدير بالذكر أن قيادة البوليساريو، خلال الأيام الماضية القليلة قد اعتقلت اثني عشر شابا من قبيلة “الركيبات السواعد” ومن قبيلة “الركيبات ولاد موسى” تم اقتيادُهم إلى سجنِ الذْهِيبِيَّة، قبل الإفراجِ عن عشرةٍ منهم، فيما تم الاحتفاظُ باثنين منهم ، بحسب مصادر إعلامية.
