الرئيسية / ثقافة و فن / مقررات مدرسية تعرف بـ"موليير" المسرح الطيب الصديقي.. فمن يكون؟

مقررات مدرسية تعرف بـ"موليير" المسرح الطيب الصديقي.. فمن يكون؟

موليير
ثقافة و فن
فريد أزركي 05 أغسطس 2023 - 15:00
A+ / A-

ستمكن المقررات المدرسية COLIBRIS 5 المخصصة لمدارس AEFE في المغرب خلال الموسم الدراسي المقبل الجيل الصاعد، من التعرف على أحد أبرز المسرحيين المغاربة الذي بصم تاريخ المسرح المعاصر، وإحدى مسرحياته البارزة بلغة موليير، والتي تعبر عن وجهة نظر فريدة حول حياة ومكانة المثقف في المجتمعات البشرية.

ومن المرتقب أن تنظم جولة ذات أبعاد ثقافية وتعليمية وتربوية. لتعزز الموسم الحافل لتظاهرة «أيام الصديقي»، بعد نسخة أولى ناجحة منظمة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح (مارس). واليوم الوطني للمسرح (ماي)، وهما مناسبتان لهما رمزية خاصة، تشكل التقاء للمسرح بالفنون المسرحية واللقاءات والورشات والمعارض الى جانب فعاليات مختلفة.

تختلف سمات الفن من فنان لآخر، لكن حينما نتحدث عن الفنان الراحل الطيب الصديقي، فهو العازف على خشبة أبو الفنون دون آلة، بحركاته، وتعابيره، وصوته.بحسب ما وصفه الوسط الفني.

دعونا نبدأ في سرد تفاصيل سيرة هذا الرجل الذي أبدع بالفن وتقمص شخصياته، لعل أشهرها شخصية “موليير”.

نحن الآن في عام 1937 في مدينة الصويرة بالمغرب، تحديدا بيت علم، حيث ولد الطيب الصديقي، تلقى الرجل تعليمه الابتدائي بمدينة الصويرة، وحصل على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) بمدينة الدار البيضاء، وهو في السادسة عشر من عمره.

شد الطريق إلى فرنسا لاستكمال المسار الدراسي، فحصل على البكالوريوس في شعبة الآداب، دون الإبتعاد عن الفن يوما، تلقى دورات تكوينية مسرحية قبل أن يعود إلى وطنه بـ”لهفة” فنية لاستئناف نشاطه الفني، و معانقة “المسرح”.

منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، بدأ الصديقي مساره المهني في الفن، إذ اشتغل ممثلا مسرحيا وسينمائيا بـفرقة التمثيل المغربي، سميت بعد ذلك “فرقة المركز المغربي لـلأبحاث المسرحية”.

وبعد عودته من فرنسا طلبت منه نقابة “الاتحاد المغربي للشغل” تكوين فرقة “المسرح العمالي” سنة 1957 بمدينة الدار البيضاء، حيث قدمت في موسمها الأول مسرحية “الوارث” عام 1957. وشكل بعدها عدة فرق مسرحية. كما تولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ثم مديرا للمسرح البلدي بالدار البيضاء (1965-1977)، وعين لسنتين وزيرا للسياحة (1980-1982).

ومن أعمال الفنان المغربي الصديقي، مسرحية “بين يوم وليلة” لتوفيق الحكيم، ومسرحية “المفتش” عام 1958، وفي سنة 1959 قدم مسرحية “الجنس اللطيف” المقتبسة عن “أريستو فان”.

ومع توالي السنون، تحديدا بداية موسم 1960-1961، طلب مدير المسرح البلدي بالدار البيضاء، “روجي سيليسي”، من الفنان المسرحي الطيب،  إنشاء فرقة تتخذ من المسرح البلدي مقرا لها، أصبحت تحمل اسم “فرقة المسرح البلدي”، قدمت في موسمها الأول مسرحية “الحسناء” التي اقتبسها الصديقي عن “أسطورة ليدي كوديفا” لجان كانول، ثم “رحلة شونغ لي” لساشا كيتري، و”مولاة الفندق” المقتبسة عن”اللوكانديرة” لكولدوني.

وفي فترة من الفترات، قررت فرقة “المسرح العمالي” إعادة أداء مسرحية “الوارث”. قبل أن يضع المسرحي، حدا لنشاطه في المسرح البلدي في مارس 1962، وينشأ فرقة تحمل اسمه في العام الموالي.

وتابع الطيب الصديقي طريقه الفني، إذ ألف عام 1966 أول مسرحية “في الطريق” التي سيحولها هو نفسه إلى فيلم سينمائي بعنوان “الزفت”، وهي مسرحية اجتماعية، تعالج ظاهرة الأولياء (الأضرحة)، وفي نفس الموسم، قدم مسرحية “مدينة النحاس”.

وانتقل بعدها الفنان المسرحي، إلى المسرح العالمي والعربي، من خلال الاقتباسات التي قدمها، وأظهر من خلالها فهمه العميق لحركة المسرح الكلاسيكي والطلائعي الجديد في العالم، وقدرته على التواصل مع أفكاره وخطابه، حيث تعامل في المرحلة اللاحقة مع التاريخ في فترات متقطعة، قبل أن يغوص في التراث الذي ركز اهتمامه عليه.

وفي طريق نجاحه وقع المسرحي الكبير، على أعمال مهمة مستلهمة من التراث المغربي والعربي والاسلامي. كما واكب الحركة المسرحية الحديثة بالمغرب، منذ انطلاقتها بعد الاستقلال، وعايشها عن قرب عبر كل تحولاتها وازدهارها وانتكاساتها.

ترجم الطيب الصديقي واقتبس أكثر من ثلاثين عملا دراميا، وكتب أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا باللغتين العربية والفرنسية، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والأشرطة الوثائقية، ومثّل في عدد من الأفلام الأوروبية والعالمية، منها فيلم “الرسالة”.

واشتهر الرجل، بأعمال مسرحية مثل “مقامات بديع الزمان الهمداني”، و”سلطان الطلبة” و”ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب”، ومسرحية “مولاي إدريس”، ومسرحية “عزيزي” التي كانت آخر عمل درامي قدمه عام 2005 قبل أن يقعده المرض.

أعمال ونجاحات، كانت الجوائز والأوسمة عربون إعتراف بها، إذ حصل الطيب الصديقي على عدة أوسمة، منها وسام العرش عام 2008، وكرِّم في محطات عديدة داخل المغرب وخارجه. ليكون 5 فبراير 2016، يوم وفاة عاشق المسرح موليير المغرب بعد صراع مع المرض.

ولازالت مؤسسات وهيئات وطنية ودولية تشيد بمجهودات الراحل، لعل آخرها مؤسسة الطيب الصديقي، حيث كشفت في بلاغ لها، عن صدور فصل مخصص في المقررات المدرسية COLIBRIS 5 المخصصة لمدارس AEFE في المغرب خلال الموسم الدراسي المقبل، عن أيقونة المسرح الطيب الصديقي و عمله المسرحي “موليير أو حبا في الإنسانية”.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة