قال عمر اللوزي رجل أعمال من منطقة أكفاي، في حديثه الشيق مع موقع “فبراير”، إن الخلوة الروحية تأتي بعد فراغ روحي، مشيرا إلى أن الناس مشكلتهم الاولى هي الإدمان على الشرب، والأكل، والنوم والتفكير الزائد، قائلا: إن المشكل الأول حاليا في العالم هو كثرة التفكير، فإذا ما قلنا للأشخاص اوقفوا تفكيركم يقولون إن الامر هو مضيعة للوقت.
وأضاف المتحدث في تصريحه ل”فبراير”، أن الخلوة متعلقة بالعادات على سبيل المثال مشاهدة التلفاز، أو الهاتف، ففي الخلوة يتطلب الأمر الابتعاد عن عاداتنا والتركيز في الخلوة، وهذا أمر لا يقبله عدد من الناس. وسجل أن الناس عندما يخوضون تجربة الخلوة فيجب عليهم وضع حد للقلق، الذي تتعدد مصادره، على رأسها التفكير المرهق، فكثيرون لايعيشون في الوقت الحاضر بل يفكرون في المستقبل بشكل مرهق، متعلق بمشاكل الحياة.
وعرج عمر اللوزي على ذكر تجربة سابقة له مع بعض الأشخاص بالباهاماس، قائلا: سافرنا إلى جزر الباههاماس هناك من اجل القيام بخلوة روحية، لكن الأمر كان صعبا بحكم أن الأشخاص رافقهم القلق والتفكير، مضيفا أنه لمحاربة القلق يجب أن نعيش اللحظة الآنية، وترك كل ما من شأنه أن يرهق التفكير.
وفي ما يخص برنامج الخلوة الروحية، أكد اللوزي، أن هناك خلوة روحية لثلاثة أيام، وعطلة نهاية الأسبوع، وأيضا خلوة 11 يوم، وهذه الاخيرة عبارة عن خلوة بدون حديث يتم الالتزام بالصمت فقط، وقد شكل هذا النوع من الخلوة تغييرا لدى الاشخاص الذين خاضوا هذه التجربة المميزة. بحد قوله.
وأبرز نفس المتحدث، أن البرنامج فيه كثير من الامور من بينها اليوغا، وايضا المشي ليلا، في الصحراء، وهي تقنيات بسيطة، ويمكن تعلمها بسهولة، والغاية من هذه التقنيات اختفاء القلق.
وأشار اللوزي أنه في اليوم الأول يجد الأشخاص الذي يخوضون تجربة الخلوة صعوبة كبرى، لأن الأفكار تأتي بشكل تلقائي وتشتت تفكيرهم، الأمر الذي يدفعنا لتلقينهم تقنيات تمكنهم من اتقان لغة الصمت، وكيفية الاستماع لذاته وتوقيف الافكار. وأيضا نلقنهم تقنيات للتنفس والتي تساعدهم على خفض مستوى القلق. الخلوة الروحية يضيف اللوزي، بنسبة % 90 و%95 يتم عملها قبل وقوع المشاكل، لأنه اذا تم الخوض فى المشاكل النفسية، كالادمان على الجنس والكحول او المخدرات، اذا ما تم بلوغ مرحلة الادمان فالخلوة الروحية لن تعطي فعاليتها، مشددا على ضرورة زيارة طبيب نفسي قبل خوض تجربة الخلوة الروحية.
ويضيف رجل الأعمال، أنه عندما يقوم الشخص بالخلوة الروحية هنا بالمركز، حينها يمكن ان يقوم بها لوحده شريطة خروجه من المنزل، بمكان طبيعي فيه الصمت، وبه طاقة إيجابية، كالصحراء والجبل، ودليل ذلك على أن كل الانبياء والرسل من اجل التأمل خرجوا للصحراء، كون هذه الاخيرة مكان للتأمل والخلوة. وتعد الصحراء والجبال، مكانا للخلوة لأنها مصدر الطاقة، والتي يتم توظيفها بشكل ايحابي. بحسب ما أفاد به اللوزي.
وأردف رجل الأعمال المغربي، أنه يمكن القيام بالخلوة في أي مكان، على سبيل المثال الفنادق، متسائلا، من يعطي الطاقة الايجابية لتلك الأماكن؟. وأوضح في السياق عينه، أن الناس الذين يتراودون على تلك الاماكن، والغاية من زيارتهم لتلك الفنادق والتي قد تكون سلبية اذا ما قاموا بنشاطات سلبية. واذا كان الاشخاص في طبيعة بسيطة تكون مليئة بالطاقة الايجابية، حيث تنقص النشاطات السلبية بتلك المناطق، تكون فضاء للصمت والهدوء والطمأنية، وللخلوة الروحية
