ذكرت تقارير اعلامية عربية أن الجزائر هي السبب الرئيسي وراء تأجيل القمة العربية السعودية الافريقية إلى وقت لاحق، وذلك بسبب إصرارها على دعوة “جبهة البوليساريو”، على اعتبارها عضوا في الاتحاد الافريقي.
وفي الموضوع، قال محمد شقير المحلل السياسي لـ”فبراير”، إن محاولة تشويش الجزائر على انعقاد القمة العربية الافريقية بالرياض ومحاولتها إعادة سيناريو تونس قد باءت بالفشل نظرا لعدة عوامل.
أهمها، يفصل شقير، روابط التحالف الاستراتيجي التي تجمع بين المملكتين حيث دعمت السعودية استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية سواء من خلال مشاركة ممثليها الرسميين في المسيرة او من خلال الدعم المالي والعسكري في حرب المغرب ضد قوات البوليساريو بالصحراء.
وأكد المتحدث ذاته مساندة الدبلوماسية السعودية الموقف المغربي فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي في مختلف المحافل الدولية او الإقليمية.
وبالتالي، وفق شقير، فقد وجدت الجزائر صعوبة في التشويش على عقد القمة العربية الافريقية كما فعلت بتونس لأنها تدرك أن السعودية سترفض مشاركة جبهة البولساريو او استقبال ممثليها بالرياض، على غرار ما قام به الرئيس التونسي.
وأشار المتحدث ذاته قائلا إن السعودية اختارت لمواجهة التشويش تأجيل عقدها مفضلة عقد قمة سعودية افريقية اقتصادية سجلت حضور عدة دول افريقية دون تمكن الجبهة من حضورها في الوقت الذي تضمن بيانها الختامي ضرورة احترام سيادة الدول من خلال نبذ الانفصال مواجهة الحركات الإرهابية الشيء الذي يشكل انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب في الوقت الذي تلقت الجزائري صفعة دبلوماسية مدوية.
جدير بالذكر أن السعودية أعلنت تأجيلها لأشغال القمة العربية الإفريقية والتي كانت مقررة في الـ11 من نونبر من هذا الشهر الجاري، إذ أبلغت كل من مفوضية الاتحاد الإفريقي ورئاسة الاتحاد، وذلك بسبب إصرار كل من الجزائر وجنوب إفريقيا على حضور ممثلي “جبهة البوليساريو” الانفصالية علما أن هذه الأخيرة لا تحظى بأي اعتراف من الرياض.
وحسب بلاغ لوزارة الخارجية فإن جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الافريقي قررا بالتنسيق معا تأجيل هذه القمة إلى وقت لاحق، حتى لا تسبب الأحداث السياسية في المنطقة المغاربية في أي تأثير على الشراكة العربية الإفريقية والتي يهمها بالأساس البعد التنموي الاقتصادي.
وأشارت العديد من التقارير الإخبارية إلى أن سبب التأجيل هذا راجع إلى الحرب القائمة حاليا بين اسرائيل وغزة، إلا أن تقارير أخرى أكدت أن التأجيل هذا راجع إلى “عضوية”، جبهة “البوليساريو” الانفصالية في القمة، علما أن هذه الأخيرة أكدت في بيان أدعت فيه أن “المغرب يفشل للمرة السادسة في كسر الإجماع الإفريقي”.
