دخلت حكومة إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو ذو التوجه اليميني المتطرف منذ امس الجمعة، في ازمة دبلوماسية غير مسبوقة مع حكومة الدولة الإسبانية، متهمة إياها بـ”دعم الإرهاب” بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس بيدرو سانشيز خلال زيارته لإسرائيل وفلسطين ومصر.
وجاء هذا الاتهام بعد تصريحات بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية، الذي وجه في خروج دولي له بعد تشكيل حكومته انتقادات لاذعة اتجاه المذبحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً استدعت فيه السفير الإسباني ادى الكيان الاسرائيلي قصد التشاور حيث وجهت فيه توبيخا قاسيا لاسبانيا بعد ما وصفته بالتصريحات الكاذبة لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز.
ووفقاً للحكومة الإسرائيلية، فإن تصريحات بيدرو سانشيز “لا تحمل حماس المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ارتكبتها حسب تعبير البلاغ ضد الإنسانية عبر ذبح المدنيين الإسرائيليين واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية في الحرب على غزة.
وتفاجأت الحكومة الاسبانية من الأزمة الدبلوماسية التي بدأها الكيان الاسرائيلي معها، حيث ردت على لسان وزير خارجيتها على اتهامات نتانياهو والي كوهن وزير الخارجية الاسرائيلي، واعتبرت أن الاتهامات الموجهة إلى بيدرو سانشيز “كاذبة تماما وغير مقبولة”، وأعلنت أن إسبانيا ستعطي “في الوقت المناسب” إجابة.
وسرعان ما استغل اليمين الإسباني الأزمة الدبلوماسية مع إسرائيل لتوجيه انتقاداته الكبيرة لسانشيز، في أول رحلة دولية له منذ تجديد حكومته، قبل أسبوع فقط.
وتجدر الاشارة الى ان سانشيز و خلال جولته، حاول التوصل إلى حل وسط، بين دعم إسرائيل و”حقها في الدفاع عن النفس”، والانتقادات المعتدلة للإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
وهكذا، أشار إلى أنه يجب على إسرائيل أن تتصرف وفقًا للقانون الدولي وأن “عدد القتلى الفلسطينيين لا يطاق حقًا”.
وقال في لقائه مع نتنياهو إنه “يجب التمييز بوضوح بين الأهداف العسكرية وحماية المدنيين”. كما أشار سانشيز، خلال لقائه مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في رام الله، إلى نيته الدفع قدما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاد إلى فكرة “حل الدولتين”.
بالإضافة إلى ذلك، تعهد بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين، مع وجوب الاشارة الى كون الدولة الإسبانية هي إحدى الدول الأوروبية التي ترسل أكبر قدر من المساعدات من هذا النوع إلى غزة والضفة الغربية، وقد دعمت تاريخيا مسار “الدولتين”.
ومع ذلك، لم يقترح سانشيز قطع العلاقات مع إسرائيل (كما فعلت بوليفيا)، ولم يهدد بسحب القوات الإسبانية من لبنان، ولم يشكك في استمرار بيع الأسلحة من طرف إسبانيا إلى إسرائيل؛ كما أنه لم يطالب بإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين. والشيء الوحيد الذي ذكره هو أنه يجب أن يكون هناك «اعتدال» في الرد العسكري، وأعاد إحياء فكرة الدولتين.
