الرئيسية / نبض المجتمع / "تارزيفت" بين تكاليف هدايا تجسد معنى "الحب" ومخاوف الأسر البسيطة

"تارزيفت" بين تكاليف هدايا تجسد معنى "الحب" ومخاوف الأسر البسيطة

تارزيفت- الصحراء
نبض المجتمع
فريد أزركي 20 يناير 2024 - 19:30
A+ / A-

في أحضان الأقاليم الصحراوية، حيث تتجسد الحياة بكل تلاوينها، وهسيس الرمال الذي يتسلل على جنبات المدن، ينبثق مجتمع يعرف محليا باسم “المجتمع الحساني”، ويتبنى تميزا ثقافيا يعرف إقليميا باسم “مجتمع البيظان”. وفي الجهة المقابلة تتسلل ظواهر اجتماعية متنوعة “تصعب” على الأزواج مهمتهم في الحياة الزوجية، ومن بين تلك الظواهر التي تثير الفضول وتحمل في طياتها تحديات مختلفة هي ظاهرة “تارزيفت”.

“تارزيفت” ليست مجرد هدية يقدمها العريس لعروسته فرحا وفخرا بزواجهما، بل هي تراث عميق متجدر في القدم، يعبر عن تراث مجتمع، حيث تظهر هذه الظاهرة عبر تقديم هدايا عينية، في مناسبات الزواج والعقيقة، كتعبير عن التضامن والتآزر بين قبيلتين أو بين الأسر فيما بينها.

ومع تطور الزمن، وبحسب ما يتداول بين المجتمع الصحراوي، فلم تكتف تلك الهدايا بأن تكون مجرد طقوس تقليدية، بل أصبحت تحمل في طياتها لمسة نسائية فريدة من نوعها، تجسد قوة المرأة ودورها الأساسي، فأغلب الأوقات تجد الزوجة هي التي تطلب زوجها من أجل أن “ترزف” إحدى صديقاتها أو عائلتها فهذا تجسيد واضح للمسة المرأة وإبراز كرمها.

فمسألة “تارزيفت” ليست مجرد تقليد بسيط، بل تجسيد للروح الاجتماعية والتضامن في هذا المجتمع الصحراوي المعروف بالكرم والسخاء.

وعلى عكس ما هو متداول أن العرس الصحراوي يكون “فارها” و”خياليا”، إلا أن “تارزيفت” التي ترتبط بالعرس، هي ثقافة معمول بها في المجتمع الصحراوي، كتجسيد للتضامن والتعاون والتآزر بين القبائل أو الأسر الصحراوية.

وإذا ما تحدثنا عن “العرس”، ليس فقط “العرس الصحراوي”، فمعظم الآباء والأمهات يحلمون بإعداد حفل زفاف يكون على مستوى التوقعات، حيث يفضل فيه استضافة الضيوف في فنادق فخمة، واختيار أفضل الفرق الموسيقية، وتقديم وجبات طعام فاخرة. لكن، ورغم تلك “الأماني الوردية الجميلة”، يظل العديد من الأهل يواجهون تحديات مالية تجعلهم يضطرون لتحديد حدود لإمكانياتهم المالية.

وفي ظل الظروف الاقتصادية والتحديات المالية التي يواجهها الكثيرون، يصبح من الضروري توفير توازن بين الحلم والواقع، فالمسألة ليست فقط في الرغبة في تنظيم حفل زفاف “فخم”، بل في القدرة على تحمل تكاليفه بشكل مستدام وباستمرارية.

ومع ذلك تحمل ظاهرة “تارزيفت”، مخاوف كثيرة بالنسبة للرجال الذين يفكرون في توفير هدايا قيمة “ألبسة، سيارات، سكر، نياق..” فهو أمر لا يستطيعون إليه سبيلا، فتصبح “الأعذار ألفا والمخاوف جملة”. فعندما يتعلق الأمر بارتباط الأسر العريقة فيما بينهم، فمن البديهي أن يكون هناك فرق واضح المعالم بين أعراس الأسر الغنية والعريقة، وأعراس الأسر البسيطة.

هذا وتظهر “تارزيفت” كروح متجددة في حياة مجتمع البيظان، أو المجتمع الصحراوي، حيث تعكس التقاليد والحداثة “جمالية متناغمة”، وقصة حب تكتب بيد النساء، تختزل معاني العطاء والتضامن، وتجسد “بريقا” خاصا يحكي عن عمق الهوية الحسانية وفخرها بتراثها العريق.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة