اندلعت موجة من الاحتجاجات في مخيمات تندوف، حيث قام عدد من المحتجزين في المخيمات بشن هجوم جماعي على مدينة تندوف الجزائرية. بحسب ما كشف عنه منتدى دعم الحكم الذاتي، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”.
وبحسب المصدر عينه، فقد ارتفع مستوى الاحتقان إلى مرحلة “غير مسبوقة”، مشيرا إلى أن المدينة تشهد حالة من الفوضى بعد إعلان مديرية السكن بتندوف عن لائحة المستفيدين من مقرات سكنية.
ووفقا للمنتدى ذاته، شهدت المدينة هجوما جماعيا من الصحراويين الذين انتفضوا ضد “البوليساريو” وحكم الجزائر. وقد وصف المنتدى الحادث بـ “غزوة تندوف”، حيث اتهم المحتجون البوليساريو بالتورط في سرقة المساعدات ونهب الهبات المخصصة للمستضعفين في المخيمات الصحراوية.
وفي سياق متصل، زيارة الرئيس الجزائري تبون إلى المخيمات جعلت الأمور تتفاقم، حيث استدعت الزيارة جلب مئات الصحراويين من المخيمات لتأمين استقبال الرئيس، وفي ظل توتر الوضع، قامت السلطات الجزائرية بتوزيع سكن على بعض الجزائريين في هوامش تندوف، محاولة لتهدئة الأوضاع.
من ناحية أخرى، انتقد المنتدى الحقوقي استغلال “البوليساريو” للصحراويين، الذين يعيشون في المخيمات على أنهم صحراويون، ويستفيدون من المساعدات الإنسانية والغذائية باعتبارهم ضمن الفئة المستضعفة، متهما بعض الصحراويين بالتلاعب في الوثائق للحصول على سكن دون وجه حق، مما أثار غضب الجزائريين الأصليين في تندوف.
وتأتي هذه الأحداث، بحسب مراقبين، في سياق توتر متزايد بين الصحراويين والسلطات الجزائرية، حيث يطالب بعض الجزائريين بوقف استغلال “البوليساريو” ومنحها المزيد من الامتيازات، تحمل هذه الأحداث عبء التوترات السياسية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
هذا وبناء على حالة “اللاإستقرار” التي تعرفها المخيمات، فقد سارعت دول متعددة، أبرزها إسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، في وقت سابق، لتحذير رعاياها من زيارة تندوف بالجزائر، وذلك تفاعلا منها مع احتقان الأوضاع بمخيمات المنطقة، والتي تعرف تمركز قيادات وميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية.
ويرى مراقبون، أن التفكك التنظيمي للجبهة الانفصالية يأتي نتيجة التطورات التي يشهدها ملف الصحراء، وهو ما جعل الجبهة الانفصالية، في المنطقة باتت تلجأ إلى الجماعات المسلحة وتتحالف معها كونها الزبون الرئيسي للسلاح الذي مصدره مخازن البوليساريو والمساعدات الإنسانية المنهوبة من قوت قاطني المخيمات.