الرئيسية / F Plus / بين جدران القصبة العتيقة بالصويرة.. حياة تتنفس التاريخ والتقاليد المغربية الأصيلة

بين جدران القصبة العتيقة بالصويرة.. حياة تتنفس التاريخ والتقاليد المغربية الأصيلة

الصويرة
F Plus
فريد أزركي 04 مايو 2024 - 16:00
A+ / A-

أنت الآن على عتبات القصبة العتيقة بمدينة الصويرة، حيث تغمرك أصالة وعراقة التاريخ بكل تجلياته، تخطو خطواتك البطيئة على أرصفة الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة القديمة، وتستنشق عبير التوابل والبخور المنبعث من المحلات الصغيرة المكتظة بالبضائع التقليدية.

تلفت انتباهك تلك الأبواب الخشبية العريقة، المزخرفة بأشكال هندسية مميزة، تتفرد بتصاميمها، تروي قصصا عن فن النجارة والزخرفة المغربية الأصيلة.

تتأمل النوافذ المشرعة على حارات متعرجة ضيقة، كأنها تكشف لك أسرارا قديمة عن حياة السكان وعاداتهم اليومية منذ قرون مضت.

فلك أن تتخيل صخب الحياة التجارية في هذه الأزقة في العصور الماضية، عندما كانت القصبة بالصويرة، مركزا اقتصاديا نابضا بالحركة والازدهار، حيث تجمع التجار والحرفيون والمسافرون من كل أنحاء المغرب والعالم.

تواصل سيرك، وتلاحظ لمحات من حياة السكان الأصليين، كامرأة تحمل سلة الخضار فوق رأسها بثبات، أو شاب يعرض بضاعته على عربة متنقلة صغيرة، أو عجوز جالس على مقعد خشبي قديم يتابع مرور الحياة أمامه ببطء شاهدا على جيل حافل بالصخب. فجأة، تصدح أصوات الأطفال من زاوية قريبة، حيث يلعبون ويركضون في تلك الأزقة الضيقة حاملين مشعل البراءة في مشهد عتيق.

تبتسم لمشهدهم البريء، وتدرك أن الحياة لا تزال متدفقة في شرايين القصبة القديمة، متجددة ومستمرة على الرغم من مرور السنون. تواصل سيرك، وتصغي لهمس التاريخ الذي يتردد في كل زاوية وركن، حتى تصل إلى ساحة صغيرة محاطة بالمنازل القديمة ذات الطراز المعماري التقليدي المغربي، حيث تجلس لتستريح قليلا.

تنظر حولك، وترى ملامح الحياة اليومية للسكان، من الغسيل المعلق على الحبال، إلى أصوات الطهي المنبعثة من النوافذ المفتوحة، ورائحة البهارات والأعشاب الطازجة تملأ الهواء. تشعر بأنك جزء من لوحة فنية حية، تروي قصة هذه المدينة العريقة وسكانها الأصليين الذين يحافظون على تقاليدهم وعاداتهم اليومية البسيطة.

منتصف النهار، تسمع صوت الآذان يدعو للصلاة، فتنتبه إلى وجود مسجد قديم شامخ بمئذنته الرفيعة التي تطل على الساحة الصغيرة. تتأمل جمال المعمار الإسلامي الرائع، وزخارفه المذهلة، وتستشعر روح التقاليد والإيمان التي تجري في عروق هذه المدينة منذ قرون طويلة. تغمض عينيك لحظة، وتستمتع بالهدوء والسكينة التي تملأ المكان، قبل أن تواصل رحلتك في اكتشاف المزيد من أسرار القصبة العتيقة.

تسير في أزقة أكثر ضيقا، حيث تلاحظ النساء الجالسات أمام منازلهن يعملن على حرف يدوية تقليدية مثل النسيج والخياطة والتطريز، وهن ينقلن المهارات والتقاليد من جيل إلى آخر.

تخطف عيناك مشهدا للحرفيين العاملين في ورشاتهم الصغيرة، حيث يصنعون المنتجات اليدوية الرائعة مثل السجاد والسلال والأواني الفخارية المزخرفة بأنماط وألوان زاهية.

تتوقف لتشاهد صانع سلال يضفر الخيزران بمهارة فائقة، وآخر يزخرف إناء فخاريا بريشة رفيعة وألوان براقة، ويغمرك الإعجاب والفضول التاريخي، لهذه الحرف التي تحافظ على إرث المدينة الثقافي والحضاري.

تواصل سيرك، وتمر بمحلات صغيرة تعرض التوابل والبهارات والزيوت العطرية، حيث ترشدك رائحتها الساحرة إلى عالم المطبخ المغربي الغني بنكهاته ومذاقاته المميزة.

كل هذا وأنت لا زلت بالقصبة فما بالك بباقي أرجاء مدينة الصويرة؟

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة