تعتبر فاطمة الزهراء زريق واحدة من أبرز الشخصيات الفنية المغربية المتعددة المواهب. فهي زجالة بارعة، وكاتبة مسرحية وسينمائية، وفنانة تشكيلية تجيد الرسم واللوحات الفنية.
تنحدر زريق من مدينة القنيطرة، وقد نشأت في أسرة فلاحية تربطها علاقة وثيقة بالأرض والبادية والتراث الشعبي المغربي، الأمر الذي انعكس على ثقافتها وموهبتها الفنية.
في حديث مطول، تحدثت زريق عن بدايتها الأولى مع الكتابة، حيث كانت في سن المراهقة تخفي كتاباتها خجلا من أسرتها.
لكن بمجرد التحاقها بالجامعة، اكتسبت حرية التعبير وبدأت تقرأ إبداعاتها لأصدقائها الذين أطلقوا عليها لقب “شاعرة القنيطرة”.
تعتبر زريق أن الزجل هو الأساس الذي منحها الانطلاقة في جميع الفنون الأخرى مثل المسرح والتلفزيون والتشكيل.
فقصائدها الزجلية تتميز بنوع من التبوريدة والإيقاع والصور الحية التي تسهل تحويلها إلى مشاهد مسرحية أو تلفزيونية أو لوحات فنية.
إحدى النقاط البارزة في موهبة زريق هي قاموسها اللغوي الغني بالثقافة البدوية والفلاحية والتراثية التي اكتسبتها من بيئتها وعائلتها في مدينة القنيطرة وضواحيها.
كما تتميز أيضا بأسلوب الإلقاء الخاص بها المتأثر بطريقة الزجالين القدامى.
خلال مسيرتها الفنية، قدمت فاطمة الزهراء، عددا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، إضافة إلى لوحاتها التشكيلية المتميزة.
ومن أشهر أعمالها المسرحية مسرحية “مجنون هومة” التي تم اختيارها لتمثل المغرب في المسرح الوطني بالجزائر عام 2007.
كما حظيت بإشادة النقاد والمختصين مثل الفنان الراحل علي الحداني الذي أعجب بموهبتها وأسلوبها الفريد.
في الختام، تعتبر فاطمة الزهراء زريق ظاهرة فنية نادرة بموهبتها المتعددة الجوانب وثقافتها الغنية المستمدة من جذورها الشعبية الأصيلة، مما جعل أعمالها تحظى بتقدير كبير على الساحة الفنية المغربية والعربية.
