قال هشام معتضد، خبير في الشؤون الاستراتيجية، إن الزيارة التي قام بها مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، إلى الجزائر، والتقى خلالها عبد المجيد تبون والسعيد شنقريحة، (الزيارة) تروم “الوقوف على نوعية التعاون العسكري الممكن مع الجزائر، في خضم التراجع السياسي الكبير الذي تشهده المؤسسات السيادية السياسية للجارة الشرقية على المستوى الإقليمي والقاري”.
وأضاف معتضد، وفق تصريح له خص به موقع “فبراير.كوم”، أن “هذا الاستقبال، الذي حاولت القيادة العسكرية الجزائرية تسييس برنامجه على المستوى الإعلامي، والعمل على تقديم الزيارة على شكل شراكة استراتيجية من أجل الاستهلاك الداخلي والتظليل الممنهج؛ لا يعدو كونه استقبالا روتينيا يندرج ضمن أجندة القوات الأمريكية، ولا يدخل ضمن البناء الاستراتيجي الحيوي الذي يريد التسويق له النظام الجزائري”.
الخبير عينه أردف أنه “من منظور التدبير الأمني والعسكري، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من الهشاشة السياسية لمؤسسات السيادة في الجزائر”، مشيرا إلى أن “هذا الوضع قد يخلق انفلاتا أمنيا وعسكريا في المنطقة؛ وهو ما لا تريد واشنطن حدوثه، خاصة أن شمال إفريقيا تعرف أنظمة سياسية غير مستقرة كما الحال في تونس وليبيا”.
“إن النظام العسكري الجزائري يعي جيدًا أن الحمولة السياسية لهذه الزيارة تفوق بكثير الإطار العسكري والمهني الذي يؤطرها”، يشرح معتضد قبل أن يستطرد أن “الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال هذه الزيارة، ترسل رسالة واضحة وصريحة، تؤكد من خلالها على إلزامية النظام العسكري الجزائري التقيد بمسؤوليته، والحفاظ على الاستقرار والأمن الداخلي، بعيدا عن المزايدات السياسية في المنطقة”.
هذا وزاد المتحدث نفسه أن “تزاوج السياسي بالعسكري في التدبير السيادي للجزائر هو ما يفقد الجزائر مصداقية خطابها السياسي والدبلوماسي؛ وهو ما يعرقل تثبيت المصداقية السياسية للمؤسسات الجزائرية على المستوى الإقليمي والقاري والدولي”.
وفي هذا الصدد؛ أفاد المصدر المذكور، في ختام تصريحه للجريدة، أنه “لا يمكن نجاح وتطوير المفهوم المدني للدولة بمؤسسات سياسية شبه خاضعة للفكر العسكري، البعيد كليا عن الفكر السياسي والدبلوماسي في تدبير الشأن العام والسياسية الخارجية”.