في خضم التطورات المتسارعة على الساحة الدولية، لا يزال النظام الجزائري متشبثًا بموقفه المثير للجدل كـ”ملاحظ” في ملف الصحراء المغربية. هذا الموقف، الذي أعاد تأكيده بيان صدر مؤخرًا بعد محادثات جرت في نيويورك بين وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، يثير عديد التساؤلات حول دوافعه وأبعاده، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة.
على الرغم من أن موقف الجزائر كـ”ملاحظ” في قضية الصحراء ليس جديدًا، إذ تبنته الدولة لعقود، إلا أن استمرار التمسك به في الوقت الحالي يبدو أكثر إثارة للجدل من أي وقت مضى، فالتقارير الدولية تشير بوضوح إلى تورط الجزائر في دعم جبهة البوليساريو سياسيًا وعسكريًا، مما يجعل ادعاءها بالحياد موضع تساؤل كبير.
يرى محللون أن تمسك الجزائر بموقفها كملاحظ هو في الحقيقة محاولة لتفادي الضغوط الدولية التي تسعى لإدماجها في محادثات متعددة الأطراف، مضيفين أن الأزمة قد اكتسبت أبعادًا جديدة، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، مما زاد من تعقيد الموقف الجزائري.
ومع تسارع وتيرة التغيرات على الساحة الدولية، تواجه الجزائر ضغوطًا متزايدة للتخلي عن موقفها التقليدي. فالدعم الأمريكي والأوروبي المتنامي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء يضع الجزائر في موقف دبلوماسي حرج.
ويرى مراقبون أن الجزائر تعتمد استراتيجية كسب الوقت، لكن الظروف الدولية لم تعد في صالحها، معتبرين أن تكرار موقفها كملاحظ أصبح غير مقنع للمجتمع الدولي، بل يعكس هشاشة موقفها الدبلوماسي”.
إن إصرار الجزائر على دورها كملاحظ يثير تساؤلات جدية حول إمكانية التوصل إلى حل نهائي للنزاع. فبحسب العديد من المراقبين، فإن هذا الموقف يعيق أي فرصة حقيقية لتسوية القضية.
وفي السياق عينه، تشير تحليلات إلى أن استراتيجية الجزائر في التمسك بدور الملاحظ تهدف إلى تحقيق عدة أهداف على رأسها تجنب المشاركة المباشرة في المفاوضات، مما يسمح لها بالمناورة السياسية دون تحمل مسؤولية مباشرة، إلى جانب الحفاظ على صورتها الدولية كطرف محايد، رغم الأدلة التي تشير إلى خلاف ذلك، واستمرار دعمها لجبهة البوليساريو دون الاضطرار للمواجهة المباشرة مع المغرب أو المجتمع الدولي.
واستمرار الجزائر في التمسك بموقفها كملاحظ يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل النزاع المفتعل، فمع تزايد الاعتراف الدولي بالمقترح المغربي للحكم الذاتي كأساس واقعي لحل النزاع، يبدو أن الموقف الجزائري يزداد عزلة.