أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يوم الأربعاء، عن المصادقة الرسمية على فوز الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بشرف تنظيم كأس العالم 2030، ليكون بذلك حدثًا تاريخيًا يؤكد مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال الرياضة على المستوى الإقليمي والدولي.
وجاء الإعلان خلال اجتماع استثنائي عقده مجلس الفيفا عن بعد، بمشاركة 211 اتحادًا وطنيًا تحت رئاسة السويسري جياني إنفانتينو.
الملف المشترك الذي قدمته الدول الثلاث حظي بإجماع مجلس الفيفا في أكتوبر 2023، ما جعله الخيار الوحيد لاستضافة البطولة. وقد قدم المغرب، إلى جانب شركائه في يوليوز الماضي، ملفًا رسميًا يعكس رؤية طموحة وشاملة لتنظيم نسخة استثنائية من المونديال تحت شعار “يلاه ڨاموس”، الذي يعبر عن الجهود المبذولة لتعزيز اللعبة، وخلق جسور بين الثقافات، وتحقيق الاستدامة والابتكار في تنظيم الأحداث الكبرى.
وقد أشاد تقرير الفيفا بالملاعب المغربية الستة المرشحة لاستضافة البطولة، بما في ذلك ملعب الحسن الثاني ببنسليمان والمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، التي تخضع لأعمال تطوير استعدادًا لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025.
كما أثنى التقرير على جاهزية الملاعب الإسبانية والبرتغالية، مما يتيح خيارات واسعة لضمان تجربة مميزة للجماهير.
القرار يمثل لحظة فارقة في تاريخ كرة القدم العالمية، حيث ستقام البطولة للمرة الأولى عبر قارتين، احتفاءً بالذكرى المئوية لأول مونديال نظم في الأوروغواي عام 1930.
ومن المقرر أن تستضيف الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي ثلاث مباريات افتتاحية لهذه النسخة، قبل أن تنتقل المنافسات إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.
رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، وصف هذا الإنجاز بأنه تحول تاريخي للمغرب، معتبرًا أن تنظيم كأس العالم 2030 يعكس رؤية الملك محمد السادس الطموحة لتطوير الرياضة، ويشكل فرصة لتعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
كما أكد أن المغرب سيواصل العمل بجدية لتحقيق تجربة تنظيمية متميزة تعكس التزامه بقيم التعاون والانفتاح على العالم.
هذا الحدث ليس مجرد بطولة رياضية، بل هو فرصة لتسليط الضوء على قدرة المغرب على تحقيق توازن بين الرياضة والتنمية المستدامة، وتعزيز مكانته كجسر بين إفريقيا وأوروبا. ومع اقتراب موعد البطولة، تبقى الآمال معقودة على تقديم نسخة تاريخية تضيف فصلاً جديدًا في سجل الإنجازات الرياضية العالمية.