تقترب المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ودولة الاحتلال الإسرائيلي من مرحلة حاسمة، حيث أفادت مصادر إعلامية بأن الجولة النهائية لتوقيع الاتفاق ستُعقد اليوم في الدوحة.
ويتوقع أن تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني مقابل 33 رهينة إسرائيلية.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن المرحلة الأولى ستشهد الإفراج عن 33 حالة “إنسانية” من بين الرهائن، وسط تقديرات إسرائيلية بأنهم ما زالوا على قيد الحياة رغم غياب تأكيد رسمي بشأن حالتهم.
وأشارت مصادر مقربة من حماس إلى أن الاتفاق قد يؤدي إلى بدء مفاوضات لاحقة للإفراج عن باقي الأسرى، بما يشمل الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن الذين قتلوا.
الهدنة تأتي في سياق كارثة إنسانية مستمرة في غزة، حيث أدت الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى استشهاد أكثر من 156 ألف فلسطيني وإصابة عدد كبير منهم، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار واسع ومجاعة فاقمت من معاناة السكان.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الاتفاق بات قريباً من التنفيذ، مشيراً إلى خطة للهدنة كشف عنها في مايو الماضي تتضمن ثلاث مراحل. إلا أن العقبات الرئيسية التي تعرقل الاتفاق تتمثل في ديمومة وقف إطلاق النار، وحجم المساعدات الإنسانية لغزة، وعودة النازحين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن الحفاظ على “منطقة عازلة” في غزة دون انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، مع السماح بانتقال السكان بين شمال وجنوب القطاع. وتبقى موافقة الحكومة الإسرائيلية شرطاً أساسياً لتنفيذ الاتفاق، وسط رفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لأي انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
في هذا السياق، تتباين المواقف حول القضايا الرئيسية مثل تبادل الأسرى، وحجم المساعدات الإنسانية، وإعادة فتح المعابر الحدودية، مما يجعل تنفيذ الاتفاق اختباراً حقيقياً لقدرة الأطراف على التوصل إلى حلول دائمة للأزمة الإنسانية والسياسية المستمرة في غزة.
