كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حوار أجراه مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، والذي نُشر يوم أمس، موقف بلاده من عدة قضايا، بما في ذلك العلاقات المتوترة مع فرنسا والموقف من القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى انتقاده الحاد للمغرب بشأن قضية الصحراء.
وأكد الرئيس تبون في الحوار أنه حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأنه “سيرتكب خطأ فادحا” إذا اعترف رسميا بمغربية الصحراء. في إشارة إلى اعتراف باريس عمليا بـمغربية الصحراء، بتبنيها في خطاب ماكرون أمام البرلمان المغربي، المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء.
ووصف الرئيس تبون العلاقات الحالية بين الجزائر وفرنسا بأنها تعيش في “مناخ ضار”، مشيرا إلى أن الحوار السياسي بين البلدين شبه مقطوع، معربا على حد تعبيره من أسفه لـ”تصريحات عدائية تصدر كل يوم” من مسؤولين فرنسيين، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين، ومع ذلك، أكد تبون أنه “موافق بالكامل” على ضرورة استئناف الحوار بين الجزائر وفرنسا، شريطة أن تكون هناك إرادة سياسية واضحة من الجانب الفرنسي.
وأشار تبون إلى أن الرئيس الفرنسي ماكرون والمثقفون الفرنسيون المؤيدون لتحسين العلاقات مع الجزائر يجب أن “يسمعوا أصواتهم” لإنقاذ العلاقات الثنائية من الانفصال الذي وصفه بـ”اللا يمكن إصلاحه”، لافتا إلى أن مسؤولية استئناف الحوار تقع على عاتق الرئيس الفرنسي وليس الجزائر.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الجزائري أن بلاده ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي يتم فيه إقامة دولة فلسطينية كاملة.
ومن جهة أخرى، شدد الرئيس تبون: “ليس لدي أي نية للبقاء في السلطة وسأحترم الدستور الجزائري”، الذي يقيد الرئيس بولايتين اثنين من خمس سنوات. وكان الرئيس تبون، الذي يقترب من الثمانين من العمر (من مواليد نوفمبر 1945) أعيد انتخابه لولاية ثانية في 2024.
على الرغم من أن تصريحات تبون جاءت في سياق دفاعه عن مواقف بلاده، إلا أن مراقبين يرون أن خطابه يعكس انحطاطا في الخطاب السياسي الجزائري، خاصة في تعامله مع الخلافات الإقليمية والدولية، فبدلا من الدفع نحو حلول دبلوماسية، تعتمد الجزائر على لغة التصعيد والتحذير، مما قد يفاقم الأزمات بدلا من حلها.
وير متابعون للشأن السياسي، أن خطاب تبون يشكل مصدر أزمات سياسية لاتخدم مصلحة البلد، فعلى سبيل المثال، تحذيره لفرنسا من ارتكاب “خطأ فادح” في قضية الصحراء يبدو وكأنه تهديد غير مباشر، في حين أن انتقاده للمغرب يزيد من حدة التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى ذلك، تعليقاته حول الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، الذي اعتقل في الجزائر، أثارت انتقادات واسعة، حيث وصف تبون القضية بأنها “مشكلة لأولئك الذين أوجدوها”، مما يعكس تجاهلا للانتقادات الدولية حول حرية التعبير وحقوق الإنسان في الجزائر.