اشتهرت سليمة القداوي رئيسة جمعية الرفق بالحيوان “SFT”، بعملها الإنساني في رعاية الحيوانات الضالة والدفاع عن حقوقها، وتعتبر نموذجًا للتضحية والعطاء، حيث كرست جزءًا كبيرًا من حياتها لمساعدة الحيوانات التي تعاني من الإهمال أو سوء المعاملة، خاصة تلك التي تعيش في الشوارع دون مأوى أو رعاية.
بدأت قصة القداوي مع الحيوانات الضالة من خلال موقف إنساني بسيط، عندما التقت بكلب ضال يحتاج إلى المساعدة. منذ تلك اللحظة، قررت أن تكرس وقتها وطاقتها لإنقاذ الحيوانات الضالة وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية لها، كما عملت على تأسيس مأوى خاص للحيوانات، حيث توفر لهم بيئة آمنة ودافئة بعيدًا عن مخاطر الشوارع.
سليمة القداويرئيسة جمعية الرفق بالحيوان، قالت في تصريح لـ”فبراير” بأنها عادت إلى المغرب سنة 2012، بعد أن تخلت عن منزلها وسيارات الأجرة التي تملكها بإنجلترا من أجل تأسيس جمعية للرفق بالحيوانات الضالة في المغرب.
هذا، وأشارت المتحدثة ذاتها، إلى أنها في البداية كانت تعتني بالكلاب العادية، قبل أن تلتقي بكلب لا يستطيع الحركة، واعتنت به في حين أن العديد من الجمعيات الخاصة برعاية الحيوانت خارج المغرب نصحتها بمساعدة الكلب على الموت الأمر الذي رفضته القداوي، وصنعت له عربة مجرورة ساعدته على المشي واللعب.
وأضافت المتحدثة ذاتها بأن الكلاب الضالة لا تشكل خطراً على حياة الإنسان، خاصة تلك التي تم تلقيحها ضد الأمراض، بخلاف الكلاب التي تم تربيتها وتخلى عنها أصحابها في الشارع.
وأوضحت القداوي في تصريحها، أن الحيوانات الأليفة الحاملة لشارة في أذنها، تؤشر على حصولها مسبقا على اللقاحات الضرورية لا تشكل أي تهديد لحياة المواطنين.
وأوصت المتحدثة ذاتها بعدم إظهار الخوف من تلك الحيونات، “حتى لا تبدي أي ردة فعل عدوانية ضد الأشخاص”، مؤكدة أن الوعي بطرق التعامل مع مختلف الحيوانات سيقلص من الحوادث والإصابات بنسبة 95 في المئة.
جهود سليمة القداوي، لا تقتصر فقط على توفير المأوى فقط، بل تعمل أيضًا على توعية المجتمع بأهمية الرفق بالحيوان وحمايته من الإهمال. تنظم حملات توعوية لتشجيع تبني الحيوانات الضالة بدلًا من شرائها، كما تعمل على تنسيق الجهود مع المنظمات المحلية والدولية المهتمة بحقوق الحيوان.
هذا، وتواجه سليمة القداوي العديد من التحديات في رحلتها، منها نقص الموارد المالية والدعم اللازم لتوفير الرعاية الكافية للحيوانات. بالإضافة إلى ذلك، تعاني من صعوبات في تغيير الثقافة المجتمعية تجاه الحيوانات الضالة، حيث لا يزال الكثيرون ينظرون إليها على أنها مصدر إزعاج أو خطر.