أخنوش: المغرب ملتزم بتحسين مؤشرات السلامة الطرقية في القارة الأفريقية

أخنوش: المغرب ملتزم بتحسين مؤشرات السلامة الطرقية في القارة الأفريقية

انطلقت فعاليات الدورة الحالية للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية في مدينة مراكش، بحضور ممثلين رفيعي المستوى من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.

وقد ألقى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، كلمة افتتاحية سلط فيها الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة لتحسين السلامة الطرقية، مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة هذه القضية العالمية.

وفي كلمته، أشار أخنوش إلى أن حوادث السير لا تزال تشكل معضلة كبرى تهدد الصحة العامة على مستوى العالم، حيث تتسبب سنويًا في وفاة ما يقارب 1.2 مليون شخص وإصابة حوالي 50 مليون آخرين.

وأكد أن هذه الحوادث تؤثر بشكل كبير على الأسر، لا سيما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، خاصة وأن ثلثي الضحايا هم من الأشخاص في سن العمل.

وأضاف رئيس الحكومة أن هذه الظاهرة تتفاقم بشكل خاص في الدول النامية، خاصة في القارة الأفريقية، التي تسجل حوالي 19% من إجمالي عدد الضحايا عالميًا.

ومن هذا المنطلق، أكد المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، على التزامه بتحسين مؤشرات السلامة الطرقية في القارة الأفريقية، وذلك من خلال تقاسم تجربته في هذا المجال مع الدول الشقيقة.

واستعرض السيد أخنوش الجهود التي بذلها المغرب منذ عام 1977 لتحسين السلامة الطرقية، بدءًا من إنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، مرورًا بإحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، ووصولًا إلى اعتماد استراتيجية وطنية للسلامة الطرقية منذ عام 2004. وقد مكنت هذه الجهود من إنقاذ حياة أكثر من 13 ألف شخص وتفادي إصابة الآلاف آخرين.

كما أشار إلى الإنجازات التي حققتها المملكة في هذا المجال، بما في ذلك اعتماد مدونة جديدة للسير، وتطبيق المراقبة الأوتوماتيكية للمخالفات، وتحسين جودة المراقبة التقنية للعربات، وتعزيز التكوين المهني للسائقين، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للطرق وتطوير منظومة النقل العمومي.

وأكد أخنوش على أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بين الدول لمواجهة التحديات المتعلقة بالسلامة الطرقية. ودعا إلى تبني تدابير مبتكرة ومبادرات طموحة لتحسين السلامة الطرقية على المستوى الدولي، مشيرًا إلى أن المغرب مستعد لتقاسم تجربته في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتطوير منظومة النقل والتنقل، ودمج التكنولوجيا الحديثة، والانخراط في مسار التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

كما أعرب عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن توصيات عملية وفعالة تساهم في تحسين السلامة الطرقية على المستوى العالمي، خاصة في ظل الاستعدادات الجارية لاحتضان المغرب لتظاهرتين رياضيتين كبرى، وهما كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، والتي ستكون فرصة لتعزيز منظومة النقل الآمن والمستدام.

واختتم أخنوش كلمته بالترحيب بالضيوف في مدينة مراكش، التي وصفها بأنها مدينة التاريخ العريق وملتقى الثقافات والحضارات. ودعا المشاركين إلى استغلال فرصة تواجدهم في المغرب لاكتشاف غنى الثقافة المغربية وتاريخها العميق.