الرئيسية / سياسة / رهان الجزائر على "البوليساريو" يتحول إلى سلسلة انتكاسات دولية

رهان الجزائر على "البوليساريو" يتحول إلى سلسلة انتكاسات دولية

البوليساريو- المغرب- الصحراء المغربية- منظمات حقوقية
سياسة
فبراير.كوم 06 أبريل 2025 - 12:00
A+ / A-

يبدو أن الرهان الجزائري على استخدام جبهة “البوليساريو” الانفصالية كورقة ضغط سياسي ضد المغرب يواجه سلسلة من الانتكاسات المتزايدة على الساحة الدولية، مما يضع الجزائر في موقف دبلوماسي حرج ويكشف عن تآكل نفوذ الجبهة التي دعمتها لعقود طويلة.

على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة والحملات الإعلامية المستمرة، فضلاً عن التمويل الضخم الذي أغدقت به الجزائر على “البوليساريو” منذ عقود، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى تآكل تدريجي لنفوذ هذه المليشيات.

التحولات الجيوسياسية العميقة التي تشهدها المنطقة والعالم ساهمت بشكل كبير في إعادة تشكيل التحالفات، ولم تعد “البوليساريو” تحظى بنفس الزخم السابق.

فشعار “تقرير المصير”، الذي رفعته الجزائر كرافعة أساسية لدعم الانفصاليين والضغط على المغرب، بدأ يفقد بريقه وتحول تدريجياً إلى عبء سياسي وأخلاقي على الجزائر نفسها. 

يُلاحظ بوضوح تراجع الدعم الدولي الذي كانت تحظى به “البوليساريو” سابقا، فالعديد من الدول التي كانت تعترف بالجمهورية المزعومة أو تساند أطروحاتها بدأت بمراجعة مواقفها، إما عبر سحب الاعتراف بشكل كامل أو تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي.

في المقابل، نجح المغرب في تعزيز موقعه الدبلوماسي بخطوات مدروسة وثابتة. مستنداً إلى شرعيته التاريخية على أقاليمه الجنوبية، والنجاحات الاقتصادية والتنموية الملموسة التي حولت هذه الأقاليم إلى نموذج للاستقرار والتنمية في منطقة مضطربة، عزز المغرب من جاذبيته كشريك استراتيجي موثوق.

هذا التقدم المغربي يزيد من إحراج الجزائر أمام المجتمع الدولي، لا سيما مع تزايد التقارير الحقوقية الدولية التي تكشف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف الواقعة فوق الأراضي الجزائرية.

القيود المفروضة على الحريات الأساسية، وقمع الأصوات المعارضة داخل المخيمات، أثارت قلقاً دولياً ودفع بجهات حقوقية للمطالبة بمحاسبة قادة “البوليساريو” والجزائر كمسؤولة عن حماية سكان المخيمات، بدلاً من الاستمرار في تقديم الدعم لهم.

كما أصبح الدعم المالي والسياسي الجزائري السخي للجبهة الانفصالية محل تساؤلات وانتقادات متزايدة، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الجزائر، فبدلاً من توجيه الموارد الوطنية نحو تحسين معيشة المواطنين وتحقيق التنمية الداخلية، تستمر الجزائر في إنفاق مبالغ طائلة على كيان لا يحظى باعتراف دولي واسع، مما يعكس سياسة خارجية تفتقر إلى البراغماتية والرؤية الاستراتيجية، وتهدر موارد الشعب الجزائري.

ومع نجاح المغرب في بناء وتعزيز تحالفاته الدولية، خاصة مع قوى كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية مؤثرة مثل إسبانيا وألمانيا، تزداد عزلة الموقف الجزائري الداعم للانفصال.

حتى داخل الاتحاد الإفريقي، الذي كان يعتبر تقليدياً الملاذ الآمن لـ”البوليساريو”، فقدت الجزائر الكثير من قدرتها على التأثير وتمرير أجندتها، وباتت القضية تأخذ حجماً أقل أهمية.

في الوقت الذي يمضي فيه المغرب قدماً في بناء شراكات استراتيجية قوية قائمة على المصالح المشتركة والتنمية، تظل الجزائر أسيرة صراعات أيديولوجية تجاوزها الزمن، تثقل كاهل دبلوماسيتها وتضعف من مكانتها ونفوذها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة